بخيل حتى على نفسه!

السبت، 13 يونيو 2009

أكثر ما يغيظني في الحياة غني لا يتمتع بنقوده ولا يدع غيره من أهله يتمتع بها، قد تجد من حولك من قد حباه الله بسعة في المال، ويمكنه أن يشتري برج بيزا المائل إذا رغب، ومع ذلك تجده يعيش حياة فقر مدقع، تجده يمشي المشاوير الطويلة مشياً على الأقدام، أو يزاحم البقية في مقاعد المواصلات، وهو بإمكانه أن يشتري سيارة تريحه هو وأبنائه من هذا العناء، وقد تجد أبنائه قد أدخلهم مدارس أو جامعات ضحلة الإمكانيات تخرجهم أنصاف جهلاء، وهو باستطاعته أن يعلمهم أفضل تعليم، تجد بيته صغيراً وكئيباً وهو الذي إذا أراد أن يسكن في قصر لفعل، تلمح أثر العنت في وجوه أبنائه، وتجده يلبس أرخص الثياب، لماذا؟ لست أدري! ما أعرفه أن المال وُجد لكي يُصرف لا ليستقر في الخزائن، ومثل هذا على حد علمي قد يتمنى أولاده موته حتى ينعموا بثروته بعد وفاته، فالبخل شيء مقيت، وبالذات على أهل بيتك، أن يكون المرء بخيلاً على الآخرين، هذا شيء طبيعي، وما أكثر البخلاء، ولكن أن تبخل على نفسك وأنت مقتدر فهذا يتحول من البخل إلى الحماقة، فـ الله جل وعلى يقول {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (11) سورة الضحى، وإذا لم تُحدث بنعمة الله في حياتك، فمتى تريد.!؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق