إنهم لا يكتشفون المواهب

الاثنين، 15 يونيو 2009

يقولون عن التعليم في البلاد الأجنبية منذ أن يدخل الطفل الصف الأول في الإبتدائية، يبدأ المعلم في معرفة ميوله وإتجاهه وإكتشاف مواهبه، ويعرفون في أي مساق سينجح، وفي أي تخصص سيبدع، على سبيل المثال، إذا أبدى الطفل رغبة نحو مادة الرياضيات، فهذا مستقبله سيكون في الهندسة، وإذا كان يحب العلوم، فـ يمهدون له درب الطب أو بقية أفرع العلوم، وذات الأمر ينطبق على بقية التخصصات، إنهم يعلّمون الطفل على أساس الموهبة، ولا يضطرونه أن يمارس دور (جعلوه فـ انجعل)، أما عندنا هنا في البلاد العربية، يبدأ الطفل في التعلم بمجرد دخوله المدرسة، فـ يحشون له رأسه بما ينفعه وبما لا ينفعه، لا يعرفون هل هذا الطفل يميل إلى الجغرافيا أم إلى علم الحشرات، وحتى أنت إذا كنت والد الطفل وسألته عما يتنمى أن يصير في المستقبل، يقول لك: طيّار .. رائد فضاء .. وأمنيات نبعت من الإفتتان وليس عن إكتشاف موهبة أو تمهيد درب لتخصصه المرتقب، لذلك تجد الطالب يدرس طوال عمره الدراسي ويدخل الجامعة في مجال الهندسة مثلاً، ليكتشف بعد أن يتخرج أنه من المفترض أن يكون طبيباً وليس مهندساً، تجد من كانت لديه موهبة الرسم والتشكيل، ولكنه تخرج في كلية المحاسبة، يترك تخصصه ويبدأ في تلمس خطوات تخصص كان من المفترض أن يدخله من البداية، أنا نفسي كنت أتمنى أن أدخل كلية أدبية أو علم نفس، ولكن كيف لا أعرف .وجدت نفسي قد تخرجت قبل ثلاث سنوات في كلية العلوم - قسم الإحصاء التطبيقي .. إنه مجال ممتاز .. شجعني عليه الكثيرين بأن المستقبل يكمن فيه.. بل واقترحوا لي أن أبدأ في إجراء الدراسات العليا فيه.. ولكنني الحق يقال .. لم أجد نفسي فيه بتاتاً.. وإذا وجدت الزمن الكافي سأدخل الجامعة من البداية .. فقط لأدرس المجال الذي أجد فيه نفسي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق