إذا أردّت أن تكتب سطراً .. فـ اقرأ كتاباً

الأحد، 26 يوليو 2009

أذكر عندما كنت صغيراً، تقريباً في عمر خمس سنوات، كان أبي يأتي ببعض المجلات ليقرأها لنفسه، وكنتُ بعده مباشرة أتناول المجلة وأتصفّح الصور فقط، وأحياناً أمسك بالمجلة لأتصفحها حتى قبل أن يقرأها هو، عندما رأى أبي شغفي بالاطلاع، صار يجلب لي القصص المصورة ومجلات الأطفال ويقرأها لي قصصها بنفسه، بأسلوب أستطيع فهمه.
مع مرور السنوات ازداد حبي للقراءة والإطلاع، وصرت أدّخر من مصاريفي لأشتري مجلاتي بنفسي، وعندما وصلت إلى سن الثالثة عشر، صرتُ أقرأُ في اليوم أكثر من عشر ساعات، أقضيها بين دفّتي كتاب، واشتركتُ في مكتبة لتسليف الكتب، أذكر أنني كنتُ أفضل زبون للمكتبة، حيث كانت تسلف كتب الروايات المصرية للجيب، قرأتُ كل ما كتبه د. نبيل فاروق، وكل لغز يحمل اسم المغامرون الخمسة، ومعظم الروايات المصرية للجيب، وهذه المجموعة ملكتني ذخيرة لغوية ممتازة أهّلتني لقراءة الكثير من أمهات الكتب.


وبعد ثلاث سنوات في المكتبة أكملت قراءة أكثر من ألف كتاب، ومعها عدد كبير من المجلات الثقافية والإصدارات الدورية.!
عندما دخلتُ الجامعة، وجدّتُ نفسي -والحمد لله- أملك قاعدة معرفية وثقافية لا بأس، بها نفعتني كثيراً في هذه المرحلة التي تعتبر أول قاعدة للانطلاق نحو المجتمع، وأشدّ ما أحبطتُ له أن وجدتُ الكثير من الطلاب، منهم من أكمل الجامعة بسنواتها الأربع ولم يكمل في عمره قراءة كتاب واحد، وهذا في رأيي مؤشرٌ سيء لعدم الاهتمام بتغذية العقل.!
بعد تخرّجي من الجامعة ودخولي للحياة العملية، صار من الصعب تخصيص وقت كبير للقراءة، ولكن مع ذلك، أيّ فراغ أجده أملئه بكتاب، خاصة عندما أنوي الكتابة، حينها أطبّق مقولة العقاد عندما قال:
- إذا أردّتَ أن تكتب سطراً، فـ اقرأ كتاباً.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق