تبسّمك في وجه الزبون مكسب!

الأحد، 16 أغسطس 2009

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): (وتبسّمك في وجه أخيك صدقة)، صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.

أن تبتسم في وجه أخيك، هذا معناه أنّك أزلت حاجزاً كبيراً بينك وبينه وأشعرته بالراحة والاطمئنان، أما إذا كنت تاجراً، وبالذات إذا كنت ممن يتعامل مع الجماهير مباشرة، فإن الابتسامة هنا لديها منافع دنيوية كثيرة، فـ الزبون يتأثّر كثيراً بمنظر وملامح البائع، ويركّز في وجهه بالذات، إذا وجده مكشّراً وعابساً وتعلو وجهه الكآبة، فهنالك احتمال كبير أن يذهب ولا يعود مرّة أخرى، وهذه حدثت معي كثيراً، أقف أمام تاجر ما فأجده يناولني ما طلبت بوجه كئيب ولا يحتمل حتى أن أسأله عن وجود سلعة أخرى من عدمها، فأفرّ منه كفرار الغزال من الأسد، ما الذي يجبرني عليه؟ ولماذا احتمل وجهه الكئيب؟ ماذا يضرّه إذا مسح ملامحه ببعض البشاشة؟ فالابتسامة ليس حملاً ثقيلاً ولا تكلّف الوجه أي عناء، بل حتى أن العضلات التي تقوم بمهمة التبسّم قليلة جداً.

القليل من التُجار يعرف كيف يفكّ شفرة الزبائن، فـ التاجر الشاطر هو الذي يمرح مع الزبائن ويبادلهم القفشات إذا وجدهم يستجيبون، إذا دخل زبون ما محله وفي باله أن يشتري شيئاً واحدا، واستقبله البائع بترحاب وفرش له بساط المودة ،سيخرج الزبون وفي يده عشرة أشياء أخرى لم يكن في باله شرائها، وكل هذا لأن البائع يجيد فنّ التعامل مع الزبون، وهنا يحضرني الموقف الذي مرّ به الأستاذ الكبير (أنيس منصور) في رحلته إلى الصين، عندما دخل سوبر ماركت -صيني بالطبع- استقبلنه البائعات الصينيات بابتسامة ناصعة البياض وهن يعرضن البضائع، كان يريد شراء سلعة واحدة فخرج بسلع لم يكن في باله شرائها، وبعد أن انتهى أوصلنه حتى بوابة الخروج بابتسامة أخرى تكاد تحيل حجراً من الصخر إلى قالب من الكاسترد.!

الصينيون لديهم مثل شعبي يقول:
- إذا لم تكن تستطيع الابتسام فـ لا تكن تاجراً.!
نحن هنا نطبّق المثل بالعكس تماماً:
- إذا لم تكن صعب المراس فلا تكن تاجراً حتى لا يصدّع الزبائن رأسك بكثرة المساومة.
تجّارنا - وليس كلّهم بالطبع- بعيدون كل البعد من اخوتنا في الصين، يعتقدون -والله أعلم- أن الابتسام في وجه الزبون يسبب إلتهابات في القولون أو أن البشاشة أمام الزبائن سبب رئيسي في آلام الكلى.!

إذا كنت تاجراً أو ممن يتعامل مع الجمهور مباشرة جرّب هذه الوصفة ولن تخسر شيئاً، ابتسم، لا داع لأن يرى منك الجميع طقم أسنانك كاملاً، يكفي أن تطرح ملامحك، كُن ودوداً مع الزبون، لاطفه إذا وجدّته يتجاوب معك، افتح معه باب حوار إذا وجدت الزمن ولم يكن مستعجلاً، وسترى أن النتائج ستنعكس إيجاباً على الإيرادات، وستكون قد كسبت أصدقاء بدلاً من زبائن.!


0 التعليقات:

إرسال تعليق