إنه رجلٌ يحمل همّ أمّة!

الأحد، 16 أغسطس 2009

قد تكون صادفت كثيراً من البشر من يتحدث عن نفسه وعمّا أصابه من أسى الدنيا ويشكو همومه للناس ويطنب في الحديث عن المصائب التي حلّت على أم رأسه، كل همّه نفسه وما يدور حوله فقط، مثلاً إذا قلت له:
- يا هذا أنت تشكو من ارتفاع سعر الآيسكريم وغيرك لا يجد حتى ما يأكله!
قد يجيبك بأنه لا يعنيه إن جاع غيره أو شبع، المهم ألاّ تصله المصيبة في عقر داره.!

عكسه تماماً الشخص الذي يحمل في قلبه همّ أمةّ وليس همّ نفسه فقط أو همّ أفراد ما، سواء كانوا أبنائه أو أقربائه، أمتنا الإسلامية -والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه - توجد الكثير من الهموم التي من الممكن حملها بشأنها، وأعتقد أنه رجلٌ بحق ذلك الذي يتأثر إذا أصاب إخوته مصاب ما في أيّ بلد يشهد ألاّ إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، وقد شاهدت أحد معارفي يحزن ويكاد يبكي وهو يشاهد المجازر التي ترتكب في حق إخوتنا في فلسطين، مع أنك قد تشاهد شخصاً آخرا يشاهد نشرة الأخبار بدم بارد وهو يرى الدماء التي تكاد تنسكب على الشاشة وتلوّث أرضية غرفته، وبذات الدم البارد وعدم الـ لا مبالاة تجده ينتقل ليشاهد مباراة في كرة القدم أو يتابع مسلسلاً أو فيديو كليب أو يبحلق في الكثير من الهراء الذي تعجّ به الفضائيات.

الرجل الذي يكون همّه همّ أمة هو الذي يُعوّل عليه إذا تقلّد أي منصب ما ولو كان صغيراً، يضع اهتمام الجماعة فوق اهتمام الفرد، يسعد إذا عرف أن أحد العرب أو المسلمين اخترع شيئاً تستفيد منه البشرية، يفرح إذا سمع أن إحدى جامعاتنا نافست ضمن الجامعات العالمية، تنتابه السعادة إذا بنوا مشروعاً كبيراً أو مصنعاً في بلاده.
نقيضه تماماً ذلك الذي تجده من المهم جداً أن يتوفر الإمداد الكهربائي أو المائي في بيته أو الحي الذي يسكن فيه، وإذا قطع في بقية الأحياء تجده سعيدا على أنه من المحظوظين القلائل الذين حباهم الله بهذه النعمة وقطعها عن غيرهم.!

من القلّة بمكان هذا النوع من الرجال الذين يحملون همّ أمةّ، وإذا أردّت أن تتأكد من هذه المعلومة ، يمكنك أن تلاحظ فيمن يحيطون بك أو حتى الذين تعرفهم، أبحث فيهم عن رجلٍ يحمل همّ أمة، وستجد أن ما قلته يقترب كثيراً من الحقيقة.!


0 التعليقات:

إرسال تعليق