مواصفات عروس المستقبل

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

لعله من أصعب المواقف التي تواجه الراغبين في الزواج هي مسألة اختيار زوجة المستقبل، أحياناً تكون هذه الخطوة هي أسهل ما يكون عند البعض، ممن حدّدوا مصيرهم مسبقاً، أما البقية تبقى لديهم مشكلة اختيار العروس هي الأهم في محور فكرة الزواج ككل، والكثير من الشباب هنا يتريّث قليلاً أو كثيراً حتى يقدم على حسم هذا الأمر، وأنا أعرف أحد الشباب تأخّر زواجه أكثر من ستة أعوام لأنه لم يجد الفتاة المناسبة، فـ البعض يضع حزمة تكاد مستحيلة من المواصفات والمقاييس لمن أراد الاقتران بها، الجمال أوّلها، يريدها ذات مواصفات فضائية، أي مواصفات مستقاة من فتيات الفضائيات، أن تكون محطوطة المتنين غير مفاضة، كما ذلك الشاعر، وأن تزيد على هذا بشعر ذهبي منسكب على أكتافها كالشلال، ثم تأتي مجموعة أخرى من الصفات كلّها تهتم بالمظهر فقط.!

هنالك من يضع الأخلاق على رأس قائمة مواصفاته، لا تفرق معه إن كانت صفراء أم سمراء أو حولاء، فهو يرغب في زوجة ذات خلق قويم، ذات جوهر ناصع البياض، أن تكون طويلة البال، تعرف حقوقها وواجباتها، أما المظهر، فعنده ليس مهماً، فحتى إن كانت جميلة، سيعتاد على مظهرها مع مرور الأيام ويصبح بالنسبة له عادياً جداً، فقط سيصمد الخلق أمام مطبّات الحياة.

إذا نظرت إلى الموضوع نظرة شاملة، ستجد أن بنات حواء ينقسمن إلى أربعة أقسام غير متساوية:

القسم الأول: فتاة لا خُلُق ولا أخلاق، وهذه نعوذ بالله من أن يمتحن بها أحد، فهي تُنكّد عليك حياتك ظاهراً وباطناً، يقظة ومناماً، لسانها من حديد، لا تعوّض قبح مظهرها بطيب الكلام، ومن ابتلاه الله بمثل هذه، عليه أن يصبر، لا شكّ أن الجنة ستكون متقلّبه ومثواه.

القسم الثاني: فتاة ذات خُلُقٍ بلا أخلاق، وهذه جميلة من الخارج نعم، لكنّها سطحية الفهم، لا تؤدي واجباتها الدينية، تكشف محاسنها للجميع، وهذه لا تنفع زوجة إطلاقاً، فـ الكثير من الرجال خُدعوا بمظهر فتاة جميلة فقط، فتزوّجوها، وبعد شهور قليلة، سئموا من جمالها، ووجدوا أن باطنها أسوأ من ظاهرها بكثير.

القسم الثالث: فتاة ذات أخلاقٍ بلا خُلق، إنها لم تنل حظّاً من جمال وجه والمنظر، ولكن حباها الله بسريرة نقية، جميلة من الداخل، يتركها من خدعته المظاهر وجرى ورائها واكتشف أنها سراب بقيعة يحسبه الظمآن، من يقع في مثل هذه الفتاة، يكون قد أراد الله به خيراً كثيرا.

القسم الرابع والأخير: فتاة ذات خُلُقٍ وأخلاق، أي جمعت ما بين جمال المظهر وجمال الجوهر، وهذه نادرٌ وجودها في هذه الأيام، ولكن من أراد الله به خيراً، لا شكّ سيحظى بها، ونسأل أن يوقعك في مثل هذه عزيزي القارئ –إن كنت عازباً- أما إن كنت متزوجاً، أنظر لنفسك أي الأقسام زوجتك، إن كانت من القسم الأول والثاني، أسأل الله أن يلهمك الصبر ولسلوان بل وحسن العزاء، وإن كانت من القسم الثالث أو الرابع، أحمد الله على هذه النعمة، فأنت من المحظوظين بلا شك.



2 التعليقات:

أرجوا الله ان يجعلني ممن يرزقون بالرابعة :)

أسامة.. يقول...

ونحن من خلفك نتمنى أن يرزقنا الله بالرابعة

إرسال تعليق