ذكرياتي مع المغامرين الخمسة

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

إنهم خمسة أطفال: تختخ واسمه الحقيقي (توفيق)، مُحب، عاطف، لوزة، نوسة، ومعهم كلبهم (زنجر)، يخوضون مغامرات جميلة سطّرها الأستاذ (محمود سالم) كأبدع وأروع ما يكون، في طفولتي كنتُ مدمناً لقراءة مغامرات المغامرون الخمسة، كنتُ أقرأها بكياني كلّه، وأرى من خلالها (المعادي) ببيوتها ذات الطراز القديم التي يفوح منها عبق الذكريات، أكاد أسمع صوت نباح (زنجر) وهو يداعب قدم الشاويش (فرقع) الذي يعترض المغامرين الخمسة في مغامراتهم، عندما أتذكرهم، تمتلئ نفسي بالشجن للأيام الخوالي، أيام كنتُ في المرحلة الإبتدائية وفي رصيد عمري أقل من دستة من السنوات، كنتُ أحياناً أدّخر مصروفي المخصص لوجبة الفطور لأشتري به لغزاً من ألغاز المغامرين الخمسة، وأمشى على أرجلي النحيلة مسافة طويلة، أحياناً تمتد لعشرة كيلومترات متجوّلاً بين أصدقائي أصدقاء الكُتُب لعلّي أجدهم أحدهم قد اشترى رواية جديدة كي أبادله بروايتي، أمسك بالكتيب الصغير وتجري عيناي على سطوره بشغف وحنان، يا ليت تلك الأيام تعود مرة أخرى حتى نستعيد لحظات سعيدة ليس لها مثيل، ولا أظنّها ستتكرر مرة أخرى.

المغامرون الخمسة، تعلّمت منهم أهمية العمل في فريق، وأن المجموعة تولّد في النفس روح الفريق الواحد، ليس هنالك أحد أهمّ من الآخر، أي واحد هو عبارة عن ترس يدور في ماكينة، لا فرق بين أهمية ترس كبير أو ترس صغير، المهم أنه إذا توقّف ترسٌ واحد تتوقف الماكينة، هذه هي مسئولية العمل في فريق، تعلّمتُ من (تختخ) ترتيب الأفكار وتنظيم التفكير، وأن تضع خطّة منطقية لكل شيء تريد إنجازه، وعرفتُ أن السنّ ليست هي الحكم على العقل في كثير من الأحيان، فكم من أطفال يحملون عقول كبيرة، والعكس صحيح، تعلّمتُ منه الشجاعة، فهو على الرغم من أنه صبيٌ صغير، إلاّ أنه لا يخاف الظلام، كما يفعل الصبية عادة، لم يكن (تختخ) يخشى شيئاً، تجده يتخفى ويتنكر ليندسّ وسط اللصوص والمجرمين الذين لا يعرفون المزاح، تعلّمتُ منه كيف أن يكون المرء مسئولاً عن تصرفاته، وعمّن يقودهم في فريقه.

التحية والتجلي للأستاذ الكبير (محمود سالم) فهو قد ألهم ملايين من أطفال العرب، وغرس فيهم مبادئ ومُثل جميلة لا زالت تُشكّل في نفوسهم صرحاً من المفاهيم والوعي الثاقب، ويا ليت لنا عشرة من أمثال محمود سالم، حتى يثقّفوا أطفالنا ويعلّموهم ما لم تعلّمه لهم المدرسة، وتنتشلهم من الفضائيات التي تأخذ منهم أكثر مما تعطيهم، ليس بيدي إلاّ أن أقول: يا ليت!

4 التعليقات:

Unknown يقول...

يا سلام عليك يا اسامه رجعتنا بالموضوع ده لايام جميله

أسامة.. يقول...

تحياتي سندباد .. فعلاً كان أيام جميلة

غير معرف يقول...

القصص حلووووووووووه مره بحثت عنها وقرئتها مره مره حلوووووووووووووه

غير معرف يقول...

الله الله على الزمن الجميل
قصص تدفع لحب القراءة.
شكرًا لتذكيرنا بالأيام الخوالي.

إرسال تعليق