لك الحمد يا مستوجب الحمد دائماً

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

هناك الكثير من المصائب والمحن من المفترض أن تحلّ بنا، ولكن رحمة المولى عز وجل حالت بيننا وبينها، ونحن بدورنا علينا أن نحمد الله على كثير من البلاوي التي لم تحلّ بنا، مثلاً، إذا أمسكت بورقة وقلم وكتبت اسم أي مرض تعرفه، وأن تبحث وتسأل عن أمراض أخرى، عندما تصل للمرض رقم ألف، وما بعده آلاف، ستدرك حينها أن الإنسان مع الأمراض كأنه عبارة عن عصفور في قاعة بها ألف صياد، وكل منهم يريد اقتناصه، تأمل مرة أخرى في قائمة الأمراض التي بين يديك، وضع علامة أمام التي أصبت بها، قد تجد نفسك قد أصبت بواحد أو اثنين على الأكثر، أو لم تُصب بمرض على الإطلاق، حينها أنت مطالبٌ أن تحمد مولاك الذي كفاك شرّ كل هذه القائمة، فغيرك أعمى وأنت تنعم بالنظر، وهناك من المقعدين ومن ذوي الأقدام المبتورة مِمّن أقصى أمانيه أن يسير بقدميه مثلك ومثل بقية خلق الله، والمشي هذا نعمة يقوم بها الملايين حول العالم دون حتى أن يشعروا بذلك، وإذا أردت أن تعرف أنك من المحظوظين ، اذهب في زيارة خاطفة إلى أي مستشفى، وتأمل في المرضى الذين أنت لست منهم، أدعوا لهم بالشفاء، ولنفسك بالحمد، فأنت تحمل على رأسك تاجاً يسمى (الصحة)، يراه كل مريض، فقط أنت الوحيد الذي لا يراه، ومنهم من لديه الاستعداد لأن يدفع كل ما يملك ليكون في مثل صحتك، ولكن الصحة سلعة لا تشترى ولا تباع، وبما أن عدم الحمْد يُهدد بزوال النعمة، تأكد أن صحّتك أكبر نعمة، وعدم حمدك لها قد يهددها بالعلة والأمراض، والأمر كما ترى لا يكلّفك إلاّ أن تقول: الحمد لله.

إذا ابتلاك الله بمصيبة فتأكد أن في هذا خير لك، أنت في نفسك قد لا تصنّفه خيراً، ولكنه كذلك، لأن المؤمن أمره كله خير، ولا تيأس من رحمة الله، فـ الابتلاء علامة محبة المولى لعبده، وتذكّر أنك لست أعز على الله من الأنبياء الذين ابتلاهم ربهم جميعاً، وأعلم أن المصائب تُقابل بالصبر، لأن عدمه يعني الاعتراض على حُكم الله، فنحن صنعة الله تعالي، وبما أن المولى خلقنا كيفما أراد، فإنه لا يُسأل في صنعته، فلا تضجر من مرض أصابك، وأنظر للأمر من زاوية أخرى، إلى ما وراء المصيبة، من أصيب بكسر في الركبة، لا تستبعد أنه كان مكتوباً عليه أن يُصاب بكسر في رقبته تم تخفيفه للركبة، لدعوة دعاها دبر صلاة أو لصدقة أعطاها لمسكين، الأعور المصاب في إحدى عينيه، قد يكون في أم الكتاب مُسطّر له أن يكون أعمى، ولكن رحمة من ربه تُركت له عيناً واحدة، فثبات اليقين يحتاج إلى أن تنظر إلى من هو أشد ابتلاءاً منك، تشتكي من الفقر، وهو أخف الابتلاءات طراً، من ابتلى بالفقر فليعلم أنه تم إعفاءه من مصائب كُثُر، فكثيرٌ من المرضى يتمنون أن يكونوا فقراء إذا كان المقابل أن يعافوا من الأمراض التي نخرت عظامهم وانحلت أبدانهم وألزمتهم السرير، فالصحة نعمة لا تشترى، لذا فـ لنحافظ عليها بالحمد.


4 التعليقات:

فعلاً الصحة لا تقدر بثمن ولن نحس بقدرها حتى نفقدها

الحمدلله على الصحة و العقل و المال ، الحمدلله على كل شيء
"الحمدلله" لو قلناها الف الف مرة لما وفت حقه سبحانه

أشكرك أخي اسامة على مقالتك المميزة

Unknown يقول...

الحمد لله على نعمه التى لاتعد ولاتحصى
ونسأله تعالى الرضا بقضائه وقدره
اللهم آمين

تدوينة طيبة وقيمة
جزاك الله خيراً
أخوك
محمد

أسامة.. يقول...

والحمد لله على كل نعمه التي لا تحصى ولا تُعد .. تحياتي عبد الرحمن

أسامة.. يقول...

الحمد لله رب العالمين الذي اختصنا بنعمة العقل .. تحياتي أخي محمد الجرايحي

إرسال تعليق