عزيزي الطالب: ذاكر حتى تنجح

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

الكثير من الطلاب والطالبات، والتلاميذ والتلميذات يكرهون المذاكرة، ويكرهون معها بعض المواد الدراسية، وبعض أساتذتها، ويلعنون ذلك اليوم الذي دخلوا فيه المدرسة أو الجامعة، قد يُمسك أحدهم بالدفتر أو الكراس دقائق معدودة، ثم يتململ في استياء ويرميه على أقرب شيء مسطح يصادفه، ويفتح بعدها التلفزيون أو يفعل أي شيء آخر غير البحلقة في شيء له علاقة بـ المذاكرة، وتتفاغم المشكلة مع تراكم الدروس وعدم القدرة على تنظيم الوقت للانتهاء منها، حتى يقترب وقت الامتحانات ويجد الطالب نفسه غارقاً وسط مجموعة كبيرة من الدروس التي لم يمر عليها، ومن المفترض أن يُسْأل عنها بعد أيام في قاعة الامتحان.

هناك الكثير من الدوافع التي من المفترض أن تجعلك تذاكر، ومنها أن تذاكر حتى لا تفشل وتنال لقب (الفاشل) وتصبح مضرب مثل لـ الفشل في العائلة الكريمة، فـ الفشل مرير، وبـ الذات إذا كنت مُمتحناً لـ المرة الثانية في الامتحانات التي تحدد مصير جامعتك، لا بد أن تنزل بـ ثقلك كله في المذاكرة، وبالذات إذا كانت هذه هي المحاولة الثانية لك في ذات الفصل، وذلك حتى تخرس الألسن التي تقول كلمات من ماركة (أنه عاد سنة كاملة وبعدها زاد درجة أو درجتين فقط)، فـ أنا أعرف الكثيرين عادوا للمرة الثانية، وزادوا عن درجاتهم السابقة بـ درجة واحدة، ولكن بعضهم عاد وزاد عشرين درجة، وقد توقعت لأحدهم هذا النجاح لأنه كان يذاكر بـ جدّ ومسئولية، ولديه هدف واضح وضعه نصب عينيه، وقد كان هدفه (الهندسة) وإن طال السفر، فنال ما أراد.

يجب أن تُذاكر حتى تدخل الكلية التي حلمت بها، والتي ستقودك لـ المهنة التي ترغبها (مهندس، طبيب، محامي، قاضي ..). قد تسمع كلمات من طراز (أنك ستقرأ مجال وستعمل في مجال مختلف تماماً عن الذي درسته)، ولكن هذه النظرية ليست صحيحة مائة بالمائة، فـ الشركات الآن أصبحت لا تستوعب سوى أوائل الدفعات، والجامعة لن تعينّك معيداً ما لم تكن أول الدفعة، وفي كل الأحوال فرصة أول الدفعة في العمل أكبر من فرصة الثاني، والثاني فرصته أكبر من الثالث، وتقل الفرص كلما قلت الدرجات.



0 التعليقات:

إرسال تعليق