سرعة في الأداء ودقة في العمل

الخميس، 15 أكتوبر 2009

سرعة في الأداء ودقة في العمل، هذه العبارة على الرغم من بساطتها إلاّ أنه من الصعوبة تحقيقها، فهنالك الكثير من الجهات والأفراد ممّن يقدمون خدماتهم للمواطنين، مثلاً: الميكانيكي، النجار، السباك، مهندس البناء، وغيره، ومن النادر أن تجد أحدهم قد حقق المعادلة الصعبة (سرعة في الأداء ودقة في العمل)، فالذي يقضي لك حاجة هذه الأيام، حتى وإن دفعت له أجره مقدماً، طريقة تنفيذه لما تريد، إما أن يؤديها لك بسرعة في الأداء وعدم دقة في العمل، أو تجد ذلك العامل الجيّد الذي يجوّد عمله، ولكنه يشتغل بنظرية بطء في الأداء ودقّة في العمل، وبعده من يطبّق معك قاعدة بطء في الأداء وعدم دقة في العمل.

قد يكون صادفك أو تعاملت مع أي واحد من هؤلاء، باستثناء الأول، ففي هذا العصر من النادر أن تجد ذلك الرجل الدقيق والمخلص والمجوّد لعمله، وفي ذات الوقت تجده سريعاً، ينجز لك أعمالك في الوقت الذي تريد، أو حتى في الوقت الذي حدده هو بنفسه، وهذا تفعله ما بعض شركات البناء، تكتب في لافتة حجر الأساس أن العمل سينتهي في يوم كذا شهر كذا، ولكن قد تجد أن هذا اليوم قد أتى ولا زالت اللافتة تطل بشموخ، وهم لم يرفعوا البناء سوى عدة أمتار من على سطح الأرض.

أما قاعدة بطء في الأداء وعدم دقة في العمل، هذه تجدها في المؤسسات الحكومية، قد تجد أن معاملة ما لا يستغرق إنجازها سوى دقائق معدودة، مثل توقيع المدير بقلمه الكريم على مستندك الرسمي، ولكن هذا الإجراء تجده قد امتدّ لأسابيع عديدة، وفي كل مرة يقولون لك: أرجع بعد أسبوع.

أعتقد أن الدول المتقدمة واحد من أسباب تقدمها أنها تعمل بقاعدة سرعة في الأداء ودقة في العمل، تجد أن واحداً من مشاريعهم الضخمة التي تستغرق عاماً بأكمله، إذا كانت عندنا هنا وبدأت في تنفيذها شركات وطنية، تتماطل في العمل، وقد يستغرق إنجازها عقد من الزمان.

ويمكنك أن تضعها معادلة عامة :

تقدم البلاد = سرعة في الأداء + دقة في العمل


0 التعليقات:

إرسال تعليق