الملك والحكيم

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

كان هنالك ملك قوي انشغل في مشاكل الحكم والحروب وفي يوم استدعي حكيم من الحكماء وقال له:

- أريد معرفة كل تاريخ البشرية.!

انصرف الحكيم وغاب عشر سنوات، ثم عاد بعشر مجلدات ضخمة كل مجلد على ظهر حمار، فلما رأى الملك المشهد صاح غاضباً:

- انت ترى أنه لا وقت عندي لكل هذا .. اختصر يا حكيم اختصر.!!

وعاد الحكيم بعد خمس سنوات بخمس حمير على ظهر كل منها مجلد، فقوبل من الملك بغضب مماثل، ودعوة للمزيد من الاختصار، هنا انصرف الحكيم وغاب سنة واحدة، ثم عاد إلى الملك بمجلد واحد، على ظهر حمار واحد، وكان هذا الأخير قد هرم ووهن بصره، من ثم طلب من الحكيم أن يختصر تاريخ البشرية أكثر، غاب الحكيم شهرين ثم عاد بورقة واحدة، ورقة بها تاريخ البشرية كله، لكن الملك كان على فراش الموت، وقال للحكيم:

- يؤسفني أنني لن أجد الوقت الكافي لمعرفة تاريخ البشرية، إن الموت أسرع مني ومنك، هل يمكنك أيها الحكيم أن تشرح لي تاريخ البشرية في جملة واحدة؟

قال الحكيم الذي أنهكته الشيخوخة بدوره:

- يا مولاي .. الناس ولدوا .. فعانوا .. فماتوا.!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق