
مع مرور السنوات ازداد حبي للقراءة والإطلاع، وصرت أدّخر من مصاريفي لأشتري مجلاتي بنفسي، وعندما وصلت إلى سن الثالثة عشر، صرتُ أقرأُ في اليوم أكثر من عشر ساعات، أقضيها بين دفّتي كتاب، واشتركتُ في مكتبة لتسليف الكتب، أذكر أنني كنتُ أفضل زبون للمكتبة، حيث كانت تسلف كتب الروايات المصرية للجيب، قرأتُ كل ما كتبه د. نبيل فاروق، وكل لغز يحمل اسم المغامرون الخمسة، ومعظم الروايات المصرية للجيب، وهذه المجموعة ملكتني ذخيرة لغوية ممتازة أهّلتني لقراءة الكثير من أمهات الكتب.

عندما دخلتُ الجامعة، وجدّتُ نفسي -والحمد لله- أملك قاعدة معرفية وثقافية لا بأس، بها نفعتني كثيراً في هذه المرحلة التي تعتبر أول قاعدة للانطلاق نحو المجتمع، وأشدّ ما أحبطتُ له أن وجدتُ الكثير من الطلاب، منهم من أكمل الجامعة بسنواتها الأربع ولم يكمل في عمره قراءة كتاب واحد، وهذا في رأيي مؤشرٌ سيء لعدم الاهتمام بتغذية العقل.!
بعد تخرّجي من الجامعة ودخولي للحياة العملية، صار من الصعب تخصيص وقت كبير للقراءة، ولكن مع ذلك، أيّ فراغ أجده أملئه بكتاب، خاصة عندما أنوي الكتابة، حينها أطبّق مقولة العقاد عندما قال:
- إذا أردّتَ أن تكتب سطراً، فـ اقرأ كتاباً.!
0 التعليقات:
إرسال تعليق