إمّا أنا تعيس، أو أن صاحب الكتاب جاهل

الأحد، 26 يوليو 2009

قرأتُ في إحدى الكتب المتخصصة في رفع الروح المعنوية للمحبطين، قرأتُ أنه من الأفضل لـ ابن آدم -أياً كانت بلاده- أن يكتب ذكرياته الجميلة في مذكرات صغيرة، ويحتفظ بها في مكان قريب، وإذا أحس في أي يوم بـ الإحباط أو بـ أي شعور سلبي؛ فما عليه إلاّ أن يخرج هذه المذكرات ويقرأها ويستحضر هذه الأيام الجميلة، ويتنفّس عبير اللحظات السعيدة التي مرّ بها، ويتخيّل نفسه أنه يعيش في ذات لحظة الحدث السعيد، وسيجد نفسه رويداً رويداً قد خرج من حالة الإحباط التي كانت تحيط به، وصار ينظر للحياة نظرة باسمة، ويشعر بالسرور والإنشراح.!

بعد أن قرأتُ هذه الكلمات، قررّتُ أن أطبّق ما قيل في الكتاب، ليس بحذافيره، بدليل أنني لم أكتب لحظاتي السعيدة التي مررتُ بها في مذكرة، ولكن ذات مرة شعرت بـ إحباط عنيف لو وزّع على كل العرب لـ كفّاهم ولصدّروا الفائض منه للصين، فقلتُ في نفسي أن أجرّب ما قاله الكتاب، لم تكن لدي رغبة في الكتابة، لا في مذكرة صغيرة ولا كبيرة، ولكن حاولت أن استحضر اللحظات السعيدة التي مررتُ بها، بحثتُ في ثنايا عقلي عن لحظات سعيدة أتذكرها حتى أخرج بها من حالة القهر التي أعيشها، ويا لحسرتي لم أجد، أو وجدتُ ولكنها لا تكفي للخروج من إحباط بهذا القدر، فكّرتُ أن أدخل في عقلي الباطن لعلّي أجد لحظة سعيدة تنجدني من هذه الورطة، دخلتُ في مكان ما في أعماقي لست أدري إن كان هذا عقل باطن أم شيء آخر، المُهم أنني لم أجد أي شيء.!
ووصلتُ إلى نتيجتين: إمّا أن من كتب هذا الكتاب رجل لم يفهم النفس البشرية جيداً، أو أنه قاس بنفسه فقط، أو أنني أتعس إنسان على وجه البسيطة.!




0 التعليقات:

إرسال تعليق