إنترنت بلا قوقل !!

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

سواء شئنا أم أبينا، أصبح مصطلح قوقل مرادفاً لكلمة انترنت، عام بعد عام، شركة قوقل تطور خدماتها ومعها الكثير من تطبيقات الانترنت لتجعلنا تفعل كل ما نريد وما نطلبه من الانترنت بكل سهولة، وكل ذلك فقط باستخدام قوقل، نحن الآن بفضل شركة قوقل لدينا محرك بحث عملاق استطاع أن يقهر كل ما سمعنا به من محركات البحث، لدينا إيميل من قوقل Gmail ذو سعة كبيرة ويوفر خدمات جميلة واستطاع التفوق على الكثير من الشركات الأخرى التي سبقت قوقل في تقديم خدمة البريد الالكتروني، وتقدم شركة قوقل خدمة الدردشة كأفضل ما يكون، ولديها منصة ممتازة للتدوين blogger ، ولديها موقع يوتيوب العملاق الذي يحتوي على ملايين من مقاطع الفيديو المختلفة، قوقل قدمت لنا خدمة نول التي وفّرت على الطلاب والباحثين آلاف المقالات الأكاديمية العلمية، ولديها موسوعة كتب ممتازة، وخدمة تصميم مواقع، ومتصفح نافس المتصفحات العملاقة، من يدخل الإنترنت يمكن أن يكتفي بالخدمات التي تقدمها شركة قوقل، ومن الممكن ألا يضطّر للجوء لأي محرك بحث آخر، مع أنه توجد متصفحات تقدم ما لا تقدمه قوقل، ولكن يظل قوقل هو الأفضل، ناهيك عن خدمة الإعلانات الضخمة التي سيطرت بها قوقل على عالم الإعلانات في الإنترنت، وأصبحت الدخل الرئيسي للكثيرين حول العالم.


إذا تتبعت قائمة الخدمات التي تقدمها شركة قوقل ستندهش كثيرا، وستدرك أن قوقل ليس مجرد شريط البحث الذي يظهر لك في بداية الصفحة الرئيسية، إنه أكبر من ذلك بكثير.

السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن أن تكون الانترنت بلا قوقل؟ حسن، الرد الطبيعي هو نعم. لكن سيكون الانترنت بلا أفضل محرك بحث يلبي طموحاتك، ستكون الإنترنت بلا gmail، بلا يوتيوب، بلا Google video، بلا خدمة الخلاصات Google Reader، بلا بلوجر blogger ، بدون خدمة خرائط قوقل Google mabs، بلا خدمة مستندات قوقل Google doc ، بلا خدمة قوقل للتحليلات Google Analytic، بلا خدمة تقديم الأخبار الجارية من قوقل Google News، بلا قوقل إيرث، وهذا ليس كل تقدمه قوقل لمتصفح الانترنت، وأعتقد أن الإنترنت بلا هذه الخدمات سيكون عبارة عن فوضى، بل ويبدو أنه من المستحيل أن تكون الإنترنت بلا قوقل، لكنها ليست كذلك لحسن الحظ، تقريباً قوقل قدمت كل الخدمات التي يحتاجها المتبحّر في عالم الإنترنت الواسع والعريض، وإذا أردّت أن تتأكد أكثر يمكنك أن تجرّب أن تقضي يوماً كاملاً بلا قوقل، ستجد أن الأمر صعب للغاية.


قوقل يتجسس عليك:

الحقيقة كل نفعله على الانترنت، قوقل يعرفه تماماً، هذا قد يبدو مبالغاً فيه، ولكن فكر بهذا جيداً، شركة قوقل تعرف ما نبحث عنه، تعرف أين نحن، أو بالأحرى قوقل تحدد أين موقعك بالضبط، تعرف ما نكتبه، وما نرسله عبرها، تعرف ما نقرأه، تعرف الزمن الذي نقضيه على الانترنت، تعرف ما نعلن عنه، وما نضغطه من إعلانات، وتعرف كذلك هواياتنا وميولنا، وذلك لأننا عندما نستخدم أي واحدة من خدمات قوقل المتعددة تتطلب منا وضع معلوماتنا الشخصية، وعلى الرغم من أننا عرفنا أن قوقل تعرف أو بالأحرى تتجسس علينا .. لكن بالرغم من كل هذا ليس لدينا الاستعداد للتخلي عن خدماتها.

إذن قوقل يراقبنا ويكاد يحصي أنفاسنا طوال فترة جلوسنا أمام جهاز حاسوب متصل بالانترنت، يعرف عنا كل ما نطلبه من شبكة الانترنت، وكل ما يرتبط بما نريده، وهذه المعلومات تعطي قوقل قوة هائلة وجبارة، أن تعرف معلومات وميول ورغبات مئات الملايين من البشر، هذا ليس بالشيء الهين، ومن الممكن الاستفادة منه في كل المجالات، فـ قوقل من خلال هذه المعلومات تستطيع أن تطور خدماتها حسب ما يطلبه المتبحر في الانترنت وحسب ما يرغب فيه، وبهذا تستطيع قوقل أن تلبي رغبات الجميع، بل وأن تخلق لهم رغبات جديدة لم تكن حتى في حسبانهم، وهذه علاقة منفعة تبادلية، وهذا يصبّ في صالحنا وفي صالح شركة قوقل كذلك، هي توفر لنا ما نحتاجه، ونحن ندخل لها في خزينتها أرباحاً هائلة بالضغط على إعلاناتها المنتشرة على ملايين المواقع.



0 التعليقات:

إرسال تعليق