الطفل عادة -وكنوع من الدلع- يستخدم سلاح الإضراب عن الطعام عندما يرفض له أبواه طلباً ما، وقد يتبعها ببعض الدموع تعزيزاً لموقفه، وإذا انطلت هذه الحيلة على والدته -بالذات- تسارع بترضيته وإرجاعه لتناول الطعام، على أن يكون المقابل تحقيق مراده المتمثّل في شراء درّاجة مثلاً، وهكذا يجد الطفل الطريق أمامه ممهّد للمزيد من الضغوط التي يمارسها على والدته، وكلّما حانت له رغبة في شيء، فما عليه إلاّ أن يُضرب عن الطعام، وبعدها يرسخ في ذهنه أن هذا هو الأسلوب الناجع لترويض والديه ليجلبوا له كلّ ما يريد، وبعدها ينشأ الطفل وقد أفسده الدلال ومعه الإسراع في تحقيق كل مطالبه، فيعصي والديه، ويخرج إلى المجتمع أنانياً، يتوقع من الكل أن يحققوا له ما يطلب وما يريد.!
أذكر مرةً أن ابن الجيران الصغير حاول أن يطبّق سياسية الإضراب عن الطعام مع والدته، وأعلن بلا استئناف أنه لا يرغب في الغداء ما لم يحققوا له طلب ما، وانخرط بعدها في بكاء مرير، وكان يرفع رأسه كلّ مرة ويتوقع أن تأتي والدته لتدليله وترضيته، وتطلب منه أن يكفّ عن البكاء وستأتي له بما يريد، ولكن هيهات، كانت والدته تعرف تماماً ألاعيب الصغار، وتتعامل مع الأمر بالعقل والحكمة، فلم تأت حتى بناحيته، وعندما حان ميعاد الغداء، وُضع الطعام، نادته مرةّ واحدة ليأكل طعامه، فرفض، ولم تثنها له مرة أخرى، وواصل بقية الأسرة في أكل طعامهم وقرروا أن يلقنوه درساً بليغاً لن ينساه مدى العمر، قاموا بتخزين كل شيء يصلح للأكل في مكان قصي، وأتموا غدائهم وانصرفوا لحالهم ولم يأب أحد بالطفل الذي كان يبكي على سبيل الدلال ليس إلاّ.
بعد المغرب مباشرة أحس الطفل بالجوع وبأن عصافير بطنه صارت تزغرد، ذهب إلى المطبخ خلسة، فلم يجد شيئاً ليأكله، فتح الثلاجة، لم يجد فيها سوى الماء الصافي، ذهب إلى أمه وأخبرها أنه جائع، فردّت عليه بأنه لا يوجد شيء للأكل، كل شيء انتهي، فـ اضطرّ أن ينام جائعاً، وهذه المرة بكي بحرقة، فـ الجوع كان صعباً عليه بالفعل، ولكنه تعلم درساً بليغاً، وهو أن الدلال ليس الوسيلة الملائمة لتلبية طلباته، والأم هنا أعتبرها تعاملت بحكمة وعقلانية مع هذا الموضوع، ولو أنها تصرّفت بعاطفة الأمومة فقط، لصار الطفل مدللاً، بل وأنه لن يطع لها أمراً عندما يكبر، وهذا هو حال معظم المدللين، فـ الأم هنا قست عليه في وجبة واحدة ولكنها كسبت ابناً مطيعاً.
أذكر مرةً أن ابن الجيران الصغير حاول أن يطبّق سياسية الإضراب عن الطعام مع والدته، وأعلن بلا استئناف أنه لا يرغب في الغداء ما لم يحققوا له طلب ما، وانخرط بعدها في بكاء مرير، وكان يرفع رأسه كلّ مرة ويتوقع أن تأتي والدته لتدليله وترضيته، وتطلب منه أن يكفّ عن البكاء وستأتي له بما يريد، ولكن هيهات، كانت والدته تعرف تماماً ألاعيب الصغار، وتتعامل مع الأمر بالعقل والحكمة، فلم تأت حتى بناحيته، وعندما حان ميعاد الغداء، وُضع الطعام، نادته مرةّ واحدة ليأكل طعامه، فرفض، ولم تثنها له مرة أخرى، وواصل بقية الأسرة في أكل طعامهم وقرروا أن يلقنوه درساً بليغاً لن ينساه مدى العمر، قاموا بتخزين كل شيء يصلح للأكل في مكان قصي، وأتموا غدائهم وانصرفوا لحالهم ولم يأب أحد بالطفل الذي كان يبكي على سبيل الدلال ليس إلاّ.
بعد المغرب مباشرة أحس الطفل بالجوع وبأن عصافير بطنه صارت تزغرد، ذهب إلى المطبخ خلسة، فلم يجد شيئاً ليأكله، فتح الثلاجة، لم يجد فيها سوى الماء الصافي، ذهب إلى أمه وأخبرها أنه جائع، فردّت عليه بأنه لا يوجد شيء للأكل، كل شيء انتهي، فـ اضطرّ أن ينام جائعاً، وهذه المرة بكي بحرقة، فـ الجوع كان صعباً عليه بالفعل، ولكنه تعلم درساً بليغاً، وهو أن الدلال ليس الوسيلة الملائمة لتلبية طلباته، والأم هنا أعتبرها تعاملت بحكمة وعقلانية مع هذا الموضوع، ولو أنها تصرّفت بعاطفة الأمومة فقط، لصار الطفل مدللاً، بل وأنه لن يطع لها أمراً عندما يكبر، وهذا هو حال معظم المدللين، فـ الأم هنا قست عليه في وجبة واحدة ولكنها كسبت ابناً مطيعاً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق