من أجمل العادات السودانية في رمضان هي خروج الناس للإفطار خارج المنازل، وهي عادة سودانية أصيلة وضاربة في القدم، حيث أن أغلب الصائمين يحملون إفطارهم في الصواني الرحبة ليشاركون به الجيران وعابري السبيل ممّن لم يسعفهم الزمن للوصول لمنازلهم وأدركهم المغرب في الطريق، مثل هؤلاء لا يحتارون أبداً، يمكنهم أن يجدوا مئات الناس ممن خرجوا بإفطارهم ويتلفتون في الطريف ليروا أي عابر سبيل يشاركهم الإفطار ويشاركونه في الأجر، بل ويعتبر من العار ألاّ يخرج السوداني بإفطاره، بالذات في القرى والأرياف، وهذه ليست ببعيدة عن الشعب السوداني الذي اشتهر بإكرام الضيف والمروءة ونجدة الملهوف، بل وقد وصل الأمر ببعض الأهالي الذين يسكنون بالقرب من طرق المرور السريع أن يوقفوا السيارات والبصات الكبيرة التي تحمل حوالي خمسين راكباً، ينزلوهم جميعاً من الباص أو السيارة ويجهّزون لهم إفطار رمضان حتى ولو كانوا ألف نسمة، وهذا والله أجرٌ عظيم، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): ((من فطّر صائماً كان له مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء))، تخيّل معي من يفطر ركاب حافلة كاملة، كم له من الأجر؟ ومن حسنات هذه العادة، أي خروج الجميع للإفطار خارج المنزل، من حسناتها أن الصائمين يتناولون الطعام من صواني غيرهم، وهذا أيضاً يصبّ في معني الحديث: (من فطر صائماً)، لأن من يفطر من طعامك وأنت تفطر من طعامه يكون كلٌ منكما قد نال أجر إفطار صائم، وأيضاً مشاركة الطعام وكثرة الأيدي في الإناء لها بركة وفضائلها متعددة، وفي حديث عمر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (كلوا جميعاً ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة)).
عزيزي الزائر .. مرحباً بك
هذه المدّونة لك ... أعتبرها بيتك... تجوّل فيها براحتك... وعندما تنوي الرحيل أسمعنا رأيك وستجد أن صدرنا رحب ... أكثر ممّا تتصور
ترجمة
مدونات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق