من المعروف لكل من نطق بـ الشهادتين أن السلام سنة معروفة منذ عهد سيدنا آدم وحتى قيام الساعة، ومن المعروف كذلك أن السلام من حقوق المسلم على أخيه المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز). رواه مسلم.
حتى وقت قريب كانت صيغة السلام المعروفة هي (السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته)، ولكن في هذا العصر، عصر العولمة والانفتاح الحُر، صرنا نسمعُ بصيغ جديدة للسلام لم ينزل الله بها من سلطان، بل وأفضل منها صيغ الجاهلية عندما كانوا يلقون التحية بكلمات مثل: (عمت مساء)، فهذه على الأقل كلمات عربية يمكن هضمها، ولكن من الصعوبة أن تستوعب أن يقول لك أحدهم مُسلّماً:
- (هاي)
أو يقول مودعاً:
- (باي باي)، أو (چاااااااو)!!
وقد تحتار في ردّ هذه التحية كيف يكون، أنّ من يقول (السلام عليكم) من الطبيعي أن يكون الرد عليه بـ (وعليكم السلام)، ولكن من يقول (هاي) أو (جاو)، هل نردّ عليه بـ (وعليكم الـ هاي)، أو (عليكم الـ جاو)؟!
وغير هذا يوجد الكثير من صيغ السلام التي لا أدري من أين وفدت، مثل (ألو) و(يا هلا بيك)، و(صباح الخير) و(صباح الخيرات)، و(حي الله الربع)، و(إزيّكم)، وغيرها الكثير، والبعض ممن ينطق بها يحسب نفسه متحضراّ، وهو لا يدري أنه لا تحضُّر فوق تعاليم الإسلام، ما عيب عبارة (السلام عليكم)، وفي الرد (وعليكم السلام) التي إذا قلتها تكون قد ربحت حسنات على الأقل، هذا غير أن السلام سبب مباشر لدخول الجنة، فـي «صحيح مسلـم» عن أبـي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تَدْخُـلُوا الـجَنَّةَ حتـى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنُوا حتـى تَـحابُّوا أوَلا أدُلُّكُمْ علـى شَيءٍ إذا فَعَلْتُـمُوهُ تَـحَابَبْتُـمْ؟ افْشُوا السّلامَ بَـيْنَكُمْ).
المشكلة أنك في بعض المرات عندما تلقي السلام علي شخص ما في الشارع أو في السوق، بدلاً من أن يردّ عليك التحية بأحسن منها، تجده ينظر لك نظرات استهجان، نظرات من نوع: (من أين تعرفني حتى تسلّم عليّ) أما في وسط السوق إذا سلّمت على أحد السائرين، قد يتهّمك بأن مخبول أو أحمق أو كلاهما.
عموماً أنت أفعل ما بوسعك في سبيل إلقاء تحية الإسلام على غيرك، فإن ردّوا عليك السلام، فأنت الرابح، وإن لم يردّوا، أنت الرابح أيضاً، وفي التلفون أو الجوال لا تقول (ألو)، أنت بهذا تضيع على نفسك ثلاثين حسنة هي أجر السلام بصيغته الكاملة (السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته)، أما إذا قلت (السلام عليكم) فقط، فهذه عشرة حسنات، لا تفرّط فيها، فهي ليست بالهينة على كلّ حال.!
1 التعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حقاً هي عادة سيئة، ولا أجد في تلك الكلمات أي شيء من التحضر، مجرد تقليد لثقافة غربية. تحيتنا الإسلامية أفضل منها بكثير.
بارك الله فيك أسامة، تدوينة مهمة
إرسال تعليق