مسألة زمن

الأحد، 15 نوفمبر 2009

× أهل القرى والكثير من أهل المدن في معظم الدول العربية –عموماً- اشتهروا بعدم احترامهم للزمن، من وعدَك بأن يأتيك الساعة الخامسة، فهذه يعني أنه سيأتي في السابعة على أقل تقدير! .. وإذا سألت أحدهم (الساعة كم؟) .. سيقول لك - مثلا- ( أربعة ودقائق) والدقائق هنا قد تكون ربع ساعة كاملة، وهي بمقاييسنا قد لا تسوي شيئاً، ولكن في بلد مثل اليابان تعني الكثير .. فأحد مصانع السيارات هناك ينتج سيارة كل خمسة دقائق!!

× أذكر مرة وأنا في إحدى القرى سألتُ أحدهم عن الزمن .. فقال لي:

- (الساعة أربعة).

فمددت رأسي لأرى عقارب الساعة .. فوجدتها الرابعة والنصف تماماً .. فقلت له :

- (يا شيخنا على فكرة أنت اختصرت نصف ساعة كاملة!!).

فرد عليّ باندهاش بما معناه:

- ( نصف ساعة هذه عندنا شيء بسيط .. لا يحتاج حتى أن نذكره)!!..

× البعض في مسألة المواعيد هذه، أحيانا يضع لها احتياطي ساعة كاملة، إذا كان منتظراً شخصاً ما، فإذا قال هذا الشخص أنه سـيأتيه في العاشرة، من الأفضل أن يتوقعه أنه سيأتي في الحادية عشر، وعلى الرغم من ذلك تجد صاحبنا قد أتي في الثانية عشر.!

× أذكر مرة طلبتُ من أحد الأصدقاء أن يزورني في البيت، حددتُ له موعداً في الخامسة مساء، توقعاً مني أنه سيأتي في السابعة، فإذا به يأتي في الخامسة تماماً!! .. احترتُ في مواعيد (الخواجات) هذه التي لم نعتاد عليها.!

× لدينا في السودان، الشخص الذي يأتي في مواعيده تماماً يطلقون عليه (خواجّة)، ويسمون مواعيده (مواعيد خواجات)، والخواجات في الدارجة السودانية تعني (الأجانب)، من إنجليز وأمريكان وغيرهم، إذ هم مشهورون بدقّة مواعيدهم واحترامهم للزمن، أتمنى أن نسبق (الخواجات) في احترام الزمن على الأقل، لأنهم سبقونا في كل شيء، اخترعوا لنا الساعات، وصدّروها إلينا، ونحن لا نستطيع حتى استخدمها استخداماً أمثل، وأتمنى أن نصل لمرحلة إذا تأخر أحدهم عن مواعيدك معه أن يعتذر قائلاً:

- أنا آسف .. لقد تأخرتُ عليك ثلاث ثوان .. وتسعة أجزاء من الثانية .. آسف كثيراً.!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق