بغض النظر عن سلبيات وإيجابيات هذا الأسلوب و علاقته بالكلمات المتقاطعة، لقد أعطاني هذا التفكيك فكرة جديدة للتسلية، أمسكت بالقلم وصرت أفكك عدة كلمات وأكوّن منها كلمات أخرى مفيدة وغير مفيدة.!
دعونا نبدأ بكلمة (تلفزيون)، إذا حللنا هذه الكلمة يمكن أن نستخرج منها عدة مصطلحات، لنقتلع أول حرفين (تل )، التل هو عبارة عن كوم تراب كبير، أما الحرفان (فز) لا أعرف لهما معنى في اللغة العربية الفصحى، ولكنها في العامية السودانية تعني (هرب)، مثال: (فزّ الحرامي) أي ولى اللص هارباً، وآخر ثلاثة أحرف (يون) وهذه لا تكون شيئاً مفيداً، لكن إذا ألصقنا بها حرف (عـ) تصبح (عيون)، والعيون هي عبارة عن شيء مركب في الوجه نرى به الآخرين، وإذا أتبعت بـ (يون) المقطع (ملـ) تجد أن المحصلة (مليون)، والمليون هو مبلغ ممتاز من المال يقضي لك الكثير من الأمور، إلا أنه بعد نصف قرن من الآن، وبارتفاع الأسعار الجنوني الذي نشهده، قد لا يكفي لشراء بصلة.!
لـ نحلل كلمة أخرى، فلتكن (كمبيوتر)، إذا أمسكت الثلاثة أحرف الأولى (كمبـ)، تجدها لا تعطي معنى واضح إلاّ إذا أضفت لها حرف (الواو) لتصبح (كمبو) ، و الكمبو في العامية السودانية هو عبارة عن عدة منازل جُمعت في مكان واحد، وعادة ما تكون لعمال يعملون في مشروع ما، وهي تعريب غير سليم للكلمة الإنجليزية Camp التي تعني معسكر. أما الأحرف الأخيرة (ـيوتر) إذا ألصقنا لها من الأمام الحرف (سـ) تصبح (سيوتر)، وهذا الكل يعرفه باسم (سويتر)، وهو معطف ثقيل يلبس عندما يكون الجو بارداً.
كلمة (عنقريب) كلمة سودانية مشهورة، والعنقريب هو عبارة عن سرير من عيدان الأشجار، ويمكن تقسيم هذه الكلمة لجزأين، الأول (عنقر)، والعنقر هذا شيء غير معروف كنهه، وإذا أكرمته بالتاء المربوطة على آخره، ستتضح معالمه ليكون (عنقرة)، والعنقرة في الدارجة السودانية هي الرقبة أو العنق، والرقبة كما نعرف جميعاً هي عبارة عن جسم اسطواني رُكّب عليه جسم آخر مُكوّر يُسمى بالرأس، أما الجزء الأخير من العنقريب، الحرفان (ـيب ) عند إضافة الأحرف (عنكولـ)، تكون النتيجة (عنكوليب)، وهو في السودان اسم لعيدان القصب التي تبقى بعد قطع قناديل الذرة ويشبه قصب السكر، ويستخدم كعلف للبهائم.!
لنتجه لكلمة (بطانية)، وهي ذلك الغطاء المعروف، الجزء (بطـ) تعنى نوع من أنواع الطيور بعض الناس يحب أكله والآخر لا يفعل، ويفضل عند الأكل (ذكر البط) عن أنثاه، كما عرفت مؤخراً، الحرفان الأوسطان (انـ) لايعطيان هكذا معنى محددا، لنلصق بهما (ـنا) لنجد أنها أصبحت (أننا)، وهذه لوحدها كلمة غير مفيدة، لنضف إليها بعض الكلمات لتكون ( أننا نحب أكل الفول)، وأعتقد أن هذه العبارة واضحة تماماً ولا تحتاج لأي شرح، لنر ماذا عن الحرفين الأخيرين (ـيه)، وهذان لا نستفيد منهما إلاّ بعد أن نلحم لهما من الأمام الأحرف (بيروقراطـ)، وبعد انتهاء عملية اللحام، ستكتشف أنها صارت (بيروقراطية)، والبيروقراطية بمعناها المعاصر تعني التعذيب و(الجرجرة) والتماطل في مكاتب الخدمة العامة، حيث تسمع كلمات من نوع (أمشى وتعال بعد اسبوع)، وبعدها تأتي لتجد الموظفة تقلم في أظافرها وتخاطبك دون أن ترفع عينها بأن:
- المدير غادر لسفرية في أوروبا، تعال بعد خمسة شهور.!
0 التعليقات:
إرسال تعليق