شبكة الإنترنت توفر مجموعة كبيرة من الأفكار والمعارف والمعلومات التي يتشاركها الجميع، ومن الممكن أن يكون هنالك تفاعلاً كبيراً بين الطلاب والأساتذة عبر فضاء الإنترنت، وذلك إضافة للتفاعل داخل الفصل الدراسي، وقد تم استخدام هذه الطريقة في بعض الدول الأجنبية، حيث يستخدمون الإنترنت كجزء من العملية التعليمية، يعطيهم المعلم الدرس، والباقي يتم عبر النقاش والتواصل والبحث في الإنترنت عن المعلومات المتاحة في المجال المعين، وهذا الأمر يتم حتى في المدارس الابتدائية والأولية ، وفي المدارس الثانوية والجامعات، هذا الإجراء بالنسبة لهم فرض عين علي كل طالب وطالبة، وهذا من نتائجه أن يخرج طالباً تعّلم البحث والتنقيب عن المعلومة منذ صغره، بل وتعلّم أن يأتي بجديد بعد أن يفهم ويحلل هذه المعلومة.
التعليم عبر الإنترنت يُمّكن الطلاب من التفاعل مع بعضهم البعض، مثلاً أن يكون التفاعل حول فهم مسألة معينة أعطاها لهم الأستاذ، فحل المسائل هنالك لا يتم عبر الاعتماد الفردي فقط، بل العمل في فريق هو النهج السائد، وهو أساس العملية التربوية والتعليمية في مناهجهم، أن يتفاعل عشرة طلاب حول حلّ واجب معين، فهذا له نتائج طيبة تنعكس على كل أفراد الفريق، حيث ينقل كل واحد منهم خبراته للآخرين، وستسود بينهم روح الفريق، حيث أن الكل يحمل همّ الواحد، والواحد يحمل هم الكُل، لن يخفي طالب ما معلومة عن زميله، بحجة أنه سيسبقه بها في نتائج الامتحان، لأنه لا توجد لديهم امتحانات بفهمها العقيم الموجود لدينا، الذي ينحصر في إفراغ المعلومة التي حشى بها الطالب رأسه، بدون إضافة أو نقص، بدون إبداع أو إبداء رأي، امتحاناتهم تقوم أساساً على البحث العلمي، يكتب الطالب بحثاً في موضوع ما، إما أن يأتي بشيء جديد، أو يبدي رأيه في قانون أو نظرية علمية معينة، أما أن ينسخ ما خطّه غيره من العلماء، ويقدم هذا البحث ويذيّل اسمه في غلافه، فهذا أمر مرفوض، أي إنهم لا ينتهجون الأسلوب الببغائي، في التعليم، إذا كتب أحد الطلاب بحثاً يسرد فيه معلومات أو اكتشافات عالم آخر، يقولون له:
- هذا ما أتى به العالِم، فـ ما هي إضافتك أنت؟
أما لدينا هنا إذا زاد الطالب عن معلومة الكتاب سطراً واحداً من عنده، فمصيره السقوط في الامتحان، ويعتبره الأساتذة متفلسفاً، ويحاولونه جرّه نحو الكتاب فقط، وهكذا يضطّر الطالب المبدع أن يتقيّد بمقرر عقيم، يشعر معه وكأنه فيل تم حبسه داخل زجاجة صغيرة.
أتمنى أن يدخل الإنترنت في التعليم في بلاد العرب، صحيح أن الإمكانيات في بعض الدول لا تسمح بهذا الترف، ولكن فليعتبره ولاة الأمر استثماراً، وما أنجح أن يكون الاستثمار في العلم، فحتى على نطاق الأسرة ظهرت عبارة الاستثمار في الأبناء، أي أن تسلّح ابنك بالعلم والمعرفة، أن تُدرّسه في أفضل المدارس، إذا كنت مقتدراً دعه يدرس في أفضل جامعات البلاد، انفق كل ما تملكه عليه، اعتبره مشروع استثماري طويل المدى، فهذا الابن يوما ما، سيصير عالماً يشار له بالبنان، أو مخترعاً أو مكتشفاً عبقرياً، حينها سيرجع لك كل أنفقته عليه من مال، ما خسرته في عشرين عاماً سيعود لك في عام واحد، وذات الأمر يُمّكن أن يتم على نطاق الدول، أن تستثمر الدول في تعليم أبنائها، وما أنفقته عليهم سيعود على كل البلاد بالخير والتقدم، لأن كل الدول التي تقدّمت إنما تقدمت بالعلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق