هناك مقولة يطلقها البعض لشحذ الهمم ونصها يقول: (لا مستحيل تحت الشمس) .. ولكن المستحيلات تحت الشمس ما أوفرها .. سأورد لك هنا بعض المستحيلات:
× مستحيل أن تعيش في هذه الدنيا ولا تصاب بمرض، إلاّ نادراً، فأنت واحد والأمراض بالآلاف، بل كل فصل من السنة له أمراضه الخاصة به، الشتاء به النزلات والالتهابات، والصيف هذا أمراضه لا تعد ولا تحصى، حتى الربيع له مرض خاص به يسمى (الرمد الربيعي).
× مستحيل أن يصل مرتب معلم مدرسي ما إلى نهاية الشهر، فكل قرش يأتيه تأتي معه مصيبته وآفته التي ليست من جنسه، فمرتبات المعلمين بالذات ضعيفة ولا تتماشى مع ضغوطات الحياة، وبالذات معلم الأساس (الأولية)، قد تجد معلم صف دخله يتساوى مع دخل كمساري يعمل في حافلة ركاب عمومية، ودخل لاعب كرة واحد قد يعادل مرتب ألف معلم، وإذا قمت باستطلاع وسألت مجموعة من المعلمين والمعلمات عن (هل يكفي الراتب للمعيشة؟) .. سيقولون جميعاً (لا) .. أسألهم مرة أخرى (ماذا يصنعون عندها؟) ستكون الإجابة (الله كريم).
× مستحيل ألا تجد في هذه الدنيا مستحيلاً .. فحياتنا متخمة بالمستحيلات، فأنت لا يمكنك أن تطير ولا تتحمل الجوع والعطش لأيام قليلة، في حين أنّ نملة صغيرة يمكنها أن تعيش أكثر من أسبوعين بلا طعام، و لا يمكنك أن تقلع عن النوم، ولا تستطيع أن ترفع شاحنة على ظهرك، فأنت لا تتحمل صعقة الكهرباء، ولا لسعة النحلة ولا يمكنك أن ترى من هنا لـ الفلبين بعينك المجرّدة، ولا أن تسمع من هنا حتى استراليا، ولن تسابق السيارة جرياً، ولن تتفوق على الجمل في الصبر وقوة التحمل، ولن تقطع المحيط سباحة، ولن تدخل في جوف بركان ملتهب، ولن تصل ذاكرتك لمستوى سعة تخزين الحاسوب.!
فنحن إذن نعيش بين مستحيلات بالملايين، وبنظرة منطقية فإن المستحيلات أكثر من الممكنات، ولا توجد حتى مقارنة، وأقرب المستحيلات هو أن أصغر الكائنات أحياناً تتغلب علينا، فنحن حتى الآن لم نستطع التخلص من كل الجراثيم والبكتريا الضارة، فيروس واحد لا يُرى بالعين المجردة، إذا تُرك إليه الأمر، يمكنه أن يبيد مدينة كاملة في أقلّ من أسبوع ويجعلها أثراً بعد عين. !
0 التعليقات:
إرسال تعليق