إذا ألقيت نظرة شاملة على محتويات شبكة الإنترنت، ستجد أن بها مواد مكتوبة (نصوص)، مواد مسموعة (صوتيات)، مواد مرئية (فيديو)، صور ثابتة، وهنالك ما لا تستطيع تصنيفه لفئة معينة، مثل الألعاب والمواقع الاجتماعية، والاتصالات عبر الإنترنت وغيرها، إذن –عموماً- أن من يدخلون الإنترنت ينقسمون على حسب الأصناف التي تنقسم إليها محتويات الإنترنت.
هنالك من يُسخّر الإنترنت للقراءة فقط، تجده يجول في المواقع الثقافية، ويحاول أن يشبع نهمه في القراءة بأي شكل، يتنقّل من كاتب لكاتب، ومن مقال لمقال، ويُحمّل الكتب الإلكترونية التي تزخر بها الشبكة، وأنا تقريباً من هذا النوع، إذ أن الانترنت عندي هو عبارة عن مكتبة كبيرة، وأتمنى في داخلي أن يرزقني الله العمر الوفير حتى أستطيع أن أقرأ كل مفيد تم خطّه على الإنترنت، ولكن هذه أمنية بعيدة المنال، وصعبة التحقيق، وحتى إذا وجد شخص مهووس بالقراءة مثلي كل الزمن، فإنه من الخطأ أن يقضي كل وقته في القراءة، فإن هذا من شأنه أن يعطّل علاقاته الاجتماعية مع الناس المقرّبين إليه، ولكن تبقى الإنترنت هي أكبر مكتبة في العالم بلا منازع.
البعض يدخل الإنترنت من أجل الفيديو فقط، سواء كان أفلام طويلة، أجنبية أو عربية، أو مقاطع قصيرة في اليوتيوب وغيره من مواقع الفيديو، وحقيقة فإن الفيديو فوائده أحياناً توازي القراءة، فـ عندما تستمع إلى محاضرة بها المؤثرات المرئية والصوتية المساعدة، فإن هذا من شأنه أنه يُرسّخ المادة في الذهن أكثر من القراءة.
هنالك نوع يدخل الإنترنت من أجل المواد الصوتية فقط، سواء في الترفيه، مثل الأغاني وغيرها، أو في التعليم، حيث أن المقاطع الصوتية من الأساليب الممتازة في تعليم اللغات الأجنبية، والصوتيات كذلك تشمل الإذاعات المنتشرة في الإنترنت باختلاف أنواعها.
من أكثر الفئات التي تستفيد استفادة قليلة جداً من شبكة الإنترنت هم هواة الدردشة وغرف المحادثات، وهذه الخدمة مشهورة بقتل الزمن ونسفه تماماً، وغرف الدردشة كغيرها هي عبارة عن إناء، قد يحوي الخبيث، وقد يحتوي الطيب، فنحن لا نقول فقط أن غرف الدردشة تضيع الزمن ولها أضرار بالغة على شباب اليوم، حيث أنها تبعدهم عن كثير من فوائد الإنترنت، ولكن نقول أن غرف الدردشة إذا سُخّرت في الطريق الصحيح يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لينمي بها المرء ثقافته، ويتعرف على أشخاص جدد في نفس مجال تخصصه، أو تساعده في ملاقاة خبراء في نفس مجاله، ولكن الملاحظ الآن أنها تُستخدم لأهداف بعيدة تماماً عمّا ذكرت.
قد يكون مرّ عليك الكثير من الشباب ممن هوسهم الأكبر هو الألعاب، منهم من يظنّ أن الله خلقه في هذه الدنيا من أجل أن يلعب فقط، ويعتقد أن رسالته في الحياة هي تجريب أكبر عدد ممكن من الألعاب قبل أن يموت، وألعاب الفيديو والألعاب ثلاثية الأبعاد وغيرها تعتبر من أكبر المُتهمين بإضاعة الزمن، وهي كذلك تبعد مُدمنها عن الكثير والمفيد المطروح على شبكة الإنترنت، وهي كمثلها من بقية الهوايات، الإفراط فيها يؤثر على بقية التزامات الفرد نحو نفسه ونحو مجتمعه، هنالك من يغلق عليه غرفته عشرين ساعة، كلّها يقضيها في اللعب فقط.
من الممكن استثناء بعض الألعاب المفيدة، مثل ألعاب المحاكاة لطلاب الطيران، وألعاب الحروف التي تساعد الأطفال في تعلّم اللغات، وغيرها من الألعاب المصممة للأغراض التعليمية، أما بقية الألعاب المصممة للترفيه فقط، لا أقول ابعد عنها، ولكن التقليل منها له إيجابيات كثيرة بلا شك.
هذا ليس كل ما في الأمر، إن من يدخلون الإنترنت، يدخلونها لأهداف كثيرة لا تحصر ولا تعدّ، منها التسوق، التعليم، الترفيه، التثقيف، قراءة الصحف، الاستماع، المشاهدة، تنمية القدرات، خلق علاقات التعارف وخلق علاقات اجتماعية مع الغير، هنالك من يدخلها لأسباب لا ترضى الله ورسوله، والبعض يوازن بين معظم ما ورد أعلاه، تجده يخصص بها وقتاً للقراءة، وآخر لمشاهدة الأفلام، ووقت للتعارف، والتعليم والتثقيف، وغيره الكثير مما يمكن للمرء أن يجده في الإنترنت من فوائد.
إذا كان لديك إضافة لفوائد الإنترنت فمرحباً بك.
1 التعليقات:
كما أن هناك أناس مرغمين على دخولها حسب طبيعة عملهم أو دراساتهم
بالنسبة لي، الإنترنت مكان للتعلم والترفيه في نفس الوقت، وأحاول ألا أقضي كل وقتي فيه
تدوينة جميلة أسامة، شكراً
إرسال تعليق