تواصل أجيال

الاثنين، 15 يونيو 2009

صعبة هي عبارة (تواصل الأجيال)، وقليلة هي الإهتمامات التي تصل بين جيلين تفرقهما أكثر من أربعين عاماً، كل جيل له مقوماته وطموحاته وأهدافه التي تختلف تماماً عمّن سبقه، والمشكلة هي أن الكبار يتعاملون مع أبنائهم أو أحفادهم بمنطق (عندما كنت في سنّك كنتُ نشيطاً أفعل كذا وكذا) أو (قبل كذا من السنين لم نكن نسمع هذه الأغاني التي من سرعتها لا تعرف ما الذي يقوله المغني).. فعندما كنت في سنه أيها الأب أو الجد لم تكن هنالك تكنولوجيا ولا حتى كهرباء، فكان لابد أن تكون نشيطاً كنت تمشي المشاوير الطويلة برجليك لأن اختراع السيارة كان من الأشياء النادرة، فكيف تطلب منه أن يمشي أكثر ميل برجله وهو الذي عوّدته على تأخذه السيارة من أمام البيت وترجعه في ذات النقطة، لا تحاول أن تقنعه أن يستمع لفنانك المفضل بحجة أنه أصل الفن ومحور إرتكاز الصوت الطروب، فكل جيل له مطربيه، نعم .. عندما كنت في مثل سنه لم تكن تحلق رأسك مثل هذه الحلاقة التي لا تعرف منها إن كان رائحاً أم غادي، ولكنه الزمن .. عندما يتغير تتغير معه الحلاقات أيضاً .. وفي هذا الزمان يسمونها (حلاقات عصرية) ومواكبة للموضة، عندما كنت في مثل سنه لم تكن تلبس هذا البنطلون/السروال الضيق من أعلي ويتسع كلما دنا للأرض، لم تكن تضع سماعات رأس على أذنك طوال اليوم، كنت تصلي كل صلواتك مع الجماعة وتقضي معظم أوقاتك في المسجد، لم تكن هنالك قنوات فضائية تلهي عن العبادة، لم يكن قدوتك يلبس مثل هذا، ولا يحلق شعره مثل ذاك، قدوتك لم يكن مطرب الشباب، ولا النجم الفلاني، زمانكم يا أبي ويا جدي كان جميلاً فيا ليته يعد، ويا ليتنا نكن مثلكم.!

1 التعليقات:

وفاء يقول...

جميل ماطرحت.. بس الحمدلله انو ماصرنا مثلهم
هو ليس انتقاص لزمنهم ولكن مافائدة ان ياتي جيييل ورا جيييل ورا جيييل إذا كان سيأتي بمثل مااتى به من سبق..
كل جيل خلق لزمانه وليستثمر الموارد التي اتيحت له بامثل مايمكن واحسن ممن سبقوه حتى تصل الانسانية لارقى درجاتها..

إرسال تعليق