يا ليت العرب يخترعون شيئاً!!

الأربعاء، 24 يونيو 2009

متى نخرج من دائرة الاستهلاك إلى الإختراع؟!!

المخترعون الأجانب، إنجليزاً كانوا أم ألمان، لم يقصّروا في حقّنا بتاتاً، بالذات في مجال الاختراعات، اخترعوا لنا كل ما نستعمله من آلات وأجهزة وملابس، اخترعوا كل شيء، من الإبرة إلى الصاروخ، حتى السجادات التي نصلي عليها في المسجد أو في البيت تجدها صناعة أجنبية، أما نحن فعلينا بالجاهز، صارت عقولنا متوقفة في محطة الاستهلاك، والاستعمال غير الصحيح للمخترعات التي ترد إلينا، ففي عقل كل منا منطقة مختصة بالابداع والابتكار، ختمنا عليها بالشمع الأحمر، لأسباب لا يسع المجال لها هنا، المهم أننا تخلفنا عن ركب الاختراعات، أيا كان السبب، وأصبحنا ننتظر ما يرد إلينا، وألغينا من خططنا أن نضيف للعالم شيئاً جديداً، من تأليفنا وإخراجنا، والمتفاءل منا يردد في أفكاره عبارات على غرار: ياليت أن يكون هناك إختراعاً واحدا معروفاً ومشهوراً تعرفنا به الشعوب مذيلاً بتوقيعنا، نعم .. أنا وأنت وكلنا نعرف أن العرب هم أساس الحضارة، وأن الأجانب نهلوا منهم كل علوم أجدادنا، وهذا ما يغيظ أكثر، بدأوا من خلفنا، وصرنا خلفهم.!
عموما .. ليس بيدي إلا أن أورد لك أفكارا لبعض الاختراعات، التي أتمنى أن ترى النور على يد مخترع عربي، قد تراها مجرد شطحات أو أنها خيال أكثر من اللازم ، ولكن كل الإختراعات كانت خيالاً، حتى ظهر من ينزلها إلى أرض الواقع، الواقع غير العربي بالتأكيد، وهنا أتذكر أبياتاً للشاعر أحمد مطر يقول فيها:

أمس اتصلت بالأمل .. قلت له:

هل يمكن أن يخرج العطر لنا من الفسيخ والبصل؟
قال أجل.
قلتُ: وهل يمكن أن تشعل النار بالبلل؟
قال أجل.
قلت: وهل من الحنظل يمكن تقطير العسل؟
قال نعم.
قلت: وهل يمكن وضع الأرض في جيب زحل؟
قال: نعم.. بلى .. أجل .. فكل شيء محتمل.
قلت: إذن حكام العرب سيشعرون يوماً بالخجل!
قال: أبصق على وجهي إذا هذا حصل.


سيارة من الظلال
نسأل الله أن يلهم علمائنا العرب أن يخترعوا -ولو بعد مليون سنة - شيئاً يحل مشكلة المرور حلاً جذرياً، وبه تنتهي به جميع حوادث السير، ولا أظن أن هناك شيئاً أفضل من أن (تتخلل العربات بعضها البعض)!!
لا تندهش .. فهذا يشبه سيارة مصنوعة من الضوء الخالص تعبر (من) أخرى صنعت من الظلال!! .. تخيل أنك تركب سيارتك، وتصطدم بك (شاحنة)، تدخل فيك وفي سيارتك وتخرج، فلا تُصاب لا أنت ولا السيارة بأذي! .. بعدها يمكنك أن تسير بسرعة النيازك ولا تبالى، وإذا صدمتَ شخصاً ما، سيشعر وكأنه صدمته ريشة عصفور صغير، ولن نحتاج بعدها لشرطة تنظيم المرور، اللهم إلا أن تكون مهمتهم أن يحرروا مخالفة لسائق يقود سيارته بسرعة الضوء.!



ماكينة الحليب

الأبقار .. المعروف لكل شخص أن من ضمن فوائدها توفير الحليب لبني البشر، ولكن أتمنى أن يتم اختراع آلة تريحها من هذه المهمة، نعرف جميعاً أن اللبن يخرج من بين فرث ودم، ولكن علم الله واسع، قد يظهر في المستقبل آلة أو ماكينة تُدخل إليها القصب والأعلاف بجهة فتخرجه لك حليباً من الجانب الآخر سائغاً للشاربين، وسيكون مثله ومثل الحليب العادي، ويمكن تطوير ماكينة الحليب أكثر ليتم استعمال الأخشاب، والأثاثات القديمة، خشب مكتب غير مستعمل يمكنه أن يتحول إلى برميل حليب !!.. وببعض الإجتهاد يمكن أن يصل الأمر لتحويل الأوراق والجرائد القديمة إلى حليب أيضاً، فليس هنالك مانع فهي مصنوعة أصلاً من الأشجار .. فـ العدد السابق من أي صحيفة ورقية يمكن أن يكون كوب حليب يشرب قبل النوم.!

الحبر المُضيء

لست أدري لماذا لم يظهر اختراعاً حتى الآن تحت عنوان: (الحبر المتوهج) .. نعم .. أن تكون الحروف داخل الكتاب أو الدفتر أو الصحيفة متوهجة، وتسمح لك أن تقرأ في الظلام إعتيادياً ولا تزعج النائمين، ومثل هذا الحبر سيفيد الناس كثيراً وبالذات الذين من هواياتهم المفضلة القراءة تحت ضوء القمر .. حينها لا تحتاج إلى مصابيح .. ولا إلى طاقة كهربائية .. ولا حتى ضوئية.. سترى الحروف متوهجة في الظلام .. ويمكنك عند الضرورة أن تستخدم الكتاب كـ مصباح صغير تهتدي به إذا قطع التيار الكهرباء لسبب ما.!


حبوب اللغات

معظمنا كانت لديه مشكلة في اللغة الإنجليزية، وكثيراً ما تجد طالباً على أعتاب التخرج لا يستطيع أن يكتب جملة إنجليزية مفيدة، أعتقد أن اختراع القرن سيكون هو (حبوب اللغات)!! .. تبلع (حبة لغة إنجليزية) واحدة، وتكون قد أصبحت إنجليزياً لا ينقصه سوى التجنّس، وقد تذهب الي الصيدلية وتطلب حبة إنجليزي، وأربع حبوب لغة يابانية، لأنها صعبة وتحتاج الي شريط كامل، أما اللغة الصينية فهذه تُعطى على شكل حقن لأن أهلها أنفسهم يشكون من تعقيدها، وهكذا .. يمكن تعميم الأمر على المقررات الدراسية، يمكن أن يُصرف للتلميذ مقرر السنة كلها في صندوق حبوب صغير، فالطلاب حينها لن يحتاجوا لمدارس ولا جامعات، يمكن أن يأتوا للجلوس للإمتحانات .. كإجراء روتيني فقط.

زراعة الجمادات

إختراع أخير نختتم بهذه الشطحات .. إنه (زراعة الجمادات) .. نعم أعرف أنه مصطلح غريب .. ولا أظنك قد سمعت به من قبل .. ولكن كما قلت أن علم الله واسع .. وأننا حتى الآن لا نعرف منه إلا القليل .. بل القليل جداً إلى درجة الإنعدام .. تخيل معي في السنين القادمات أن العرب أو العجم أصبح بإمكانهم أن يزرعوا الجمادات .. على سبيل المثال تأتي بـ بذور (لاب توب) من طراز توشيبا .. وتبذر منها عشرة حبات فقط .. ثم تسقيها بـ (ماء الإلكترونات) - هذا ماء خاص لسقي الجمادات سيتم إختراعه في المستقبل البعيد إن شاء الله- وبعد أن تسقى بذور الـ (لاب توب) - تذكر أنه توشيبا- بعد أيام تجد أن بذورك قد صارت أجهزة حواسيب محمولة .. نضرة ويانعة .. إذا حضرتُ أنا شخصياً هذا الزمن .. سأطالب شركة توشيبا بتعويض ضخم بحسب أني صاحب الفكرة .. أو بالعدم أن تعطيني عشرة أطنان من هذه البذور.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق