نعم .. نحن نستحق!

الثلاثاء، 30 يونيو 2009

إنني أتعجب حقاً .. لماذا لم تنزل علينا حتى الآن صاعقة أو عقاب كالذي نالته عاد وثمود! وبقية الأمم السابقة التي أخذها الله بأفعالها المنكرة .. ففي مجتمعنا الذي يتصف بالاسلام تُرتكب فيه أفعال وجرائم.. واحدة منها يمكن أن تجلب لنا ريح صرصر عاتية .. ولولا رحمة الله بنا لكنا هلكنا منذ زمن بعيد.

إذا نظرت الي الأمم السابقة تجد أن سبب هلاكهم أفعال ترتكب عندنا بالجملة .. أنظر الى أهل مدين الذين أرسل إليهم سيدنا شعيب .. سبب تدميرهم أنهم كانوا يطففون الميزان ولا يوفون بالكيل .. فأخذتهم (الرجفة) .. وتطفيف الكيل هذا عندنا كثير .. وأنا شخصياً شاهد عيان على كثير من أفعال مثل هذه .. بعض أصحاب السوبر ماركت والبقالات يتلاعبون في تقنية الميزان .. يربطون به أشياءاً تنقص الرطل أوقية كاملة! .. بعض بائعي الذرة والحبوب التي تكال بالملوة أو الكيلة يضعون في قعر المكيال بعض الأجسام الصلبة التي تنقص الكيل .. وهذه رسالة للتجار أن يفتحوا أعينهم حتى لا يجلبوا لنا عذاباً مستعجلاً كالذي جلبه أهل مدين لأنفسهم.


إذا بحثت خلف سبب هلاك ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام، تجد أن هلاكهم كان بسبب ناقة عقروها .. والفاعل شخص واحد .. بسبب دمرت أمة بأكملها.. أنزل الله عليهم الصيحة .. وهي صوت كل شيء في الدنيا جمع في صيحة واحدة .. يمكنك أن تقارن وتنظر كم شخص يُعقر ويُنحر في هذا العالم .. وكم شقي مثل عاقر ناقة ثمود يعيش بيننا فلولا رحمة الله بنا لتم هلاكنا قبل اكتمال الألفية الثانية، وأنا أتكلم بالذات عن قتل المسلم لأخيه المسلم .. المسلمون صارت ترتكب بينهم جرائم فظيعة .. وكل يوم تطالعنا صحف الحوادث عن أشخاص قُتلوا وذبحوا ونُحروا كما نحرت ناقة سيدنا صالح .. وكوننا لم تنزل علينا صيحة حتى الآن .. فهذا يدخل تحت (يمهل ولا يهمل).. ونحمد الله أن كل ابن آدم يحاسب بما فعل وحده.!

قوم لوط .. الكل يعرف ماذا كانوا يفعلون .. كانوا يرتادون الفاحشة التي لم يسبقهم عليها أحد .. وكانوا يقطعون الطريق.. ويأتون في ناديهم المنكر .. فكان عقابهم أن أخذتهم الصيحة .. أما قريتهم جُعل عاليها سافلها .. ثم أمُطرت عليهم حجارة من سجيل..ثلاثة عقوبات تتالت عليهم كـ المطر، فلم تبق فيهم ولم تذر، فلو تم تطبيق قاعدة (الشر يَعُم) فأمريكا هي أول من يكون سبب هلاكنا السريع .. لأن فعائل قوم لوط هناك كثيرة .. وهؤلاء (الملاعين) أنشئوا لهم جمعية لوحدهم .. والكنيسة في أمريكا لم تقصر معهم وحللت لهم (زواج الرجال بالرجال) .. أو عفواً (زواج غير الرجال بغير الرجال) .. نعوذ بالله مما يقترفون .. نخشى أن يجلب لنا هؤلاء القوم طامة كبرى .. وأن يعجلوا لنا العذاب قبل يومه.

وإذا لاحظت أكثر ستجد أن هذا سوء خلق .. وهو السبب الأساسي في هلاك كل الأمم ..تطفيف الميزان سوء خلق .. الفاحشة سوء خلق .. إرتكاب الجرائم أيا كان نوعها يعتبر سوء خلق .. نسأل الله أن يحفظ أخلاقنا .. ويهدينا إلى سواء السبيل.


سألقى لك بحقيقة حارقة ومؤلمة ولكنها حق .. إذا اخترت عشوائياً أحد الأحياء .. الراقية أو الشعبية .. قد تجد فيها جميع الفعال التي دُمّرت بسببها الأمم السابقة! ... ستجد فيه بعض أصحاب المتاجر الذين يطففون الميزان ولا يوفون الكيل .. وقد تجد (بائع اللبن) يتم لبنه بالماء الطهور.. ولا تستبعد أن يكون في هذا الحي أحد الأشقياء كمثل الذي عقر ناقة سيدنا صالح .. والإختلاف في أنه يعقر أرواح الأبرياء .. ومعظم الأحياء لا تخلو من بيت دعارة .. ولا تستبعد أن يمارس فيه عمل قوم لوط .. وقد تجد في الحي ظالماً يرهب السكان .. ويظلم الناس حقوقهم ويضطهدهم .. فهذا يعمل عمل قوم فرعون الذي استكبر في الأرض فعوقب بالغرق... وبما أن قوم عاد وثمود سبب دمارهم أنهم زين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل .. فأخذتهم الصيحة .. سيكون من ضمن سكان الحي من زين له الشيطان عمله وصده عن السبيل أيضاً.

بما أن الصورة إتضحت الآن .. فنحن نستحق أن تنزل علينا حجارة من سجيل أولاً .. ثم ريح صرصر عاتية .. وأن نُغمر بطوفان كطوفان سيدنا نوح .. ثم بعد ذلك ، وقبل أن تجف مياه الطوفان .. أن تجعل أحيائنا عاليها سافلها .. والسبب أنه منا من يرتكب فظائع جميع الأمم السابقة لوحده .. وإذا أتي العذاب سيعم الصالح والطالح .. ففساد الكثيرين عند صلاح القليل لا ينفع.. فقط نسأل الله الرحمة .. وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. آمين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق