في صغرنا كانوا يخيفوننا بـ (الغول) .. وسمعنا أنه شيئاً يأكل الناس.. وبالذات الصغار إذ هم وجبته المفضلة، ولكن دعني أخبرك عن (غيلان) بشرية تأكل المواطنين، والمجرم هذه المرة من خارج حدود بلاد العرب، ذبح حبيبته السابقة التي أحبت غيره وهجرته، بعد أن ذبحها، سلخها وقسمها إلى أكوام متساوية وأدخلها الثلاجة!!.. وعندما داهمته الشرطة وجدوا بعض قطع من لحمها في طبق، ويشُكّون في أنه باقي غدائه، بالله عليك هل هنالك بشاعة أكثر من هذه، هذا المجرم لابد أنه نمر آسيوي تم تحويله إلى (لا إنسان)، وإذا نظرت إلى أسباب الجريمة تجدها تنحصر في كلمتي (هجر عاطفي)، وحسب علمي هذا ليس من المبررات الكافية للقتل، ففراق فتاة لحبيبها ليس بالأمر الذي تنشقّ له الأرض أو تفور له البراكين، حدث عادي يحدث على رأس كل ثانية في أنحاء العالم، ومعظم من مرّوا به يضمدون جرحهم ويبدؤون حياتهم من جديد.
إذا سألنا أنفسنا سؤالاً: ما الذي جعل المجرمين يتوحشون لهذه الدرجة وكأنهم لم يخلقوا ليعيشوا في هذا الكوكب؟! الحيوانات نفسها لا يمكن أن تصل إلى هذه الفظاعة!!.. مستحيل أن يقتل حيواناً أمه أو أبيه، حتى أنني أذكر أن أسداً في السيرك قتل مدرّبه، وبعدها أحس بعقدة الذنب فأضرب عن الطعام، وباءت بالفشل كل المحاولات لإقناعه أن يأكل، واستمر في الإضراب حتى مات جوعاً، تحسُّراً وندماً على غدره بمدربه! إذا كان هذا حيواناً مفترساً وأكل البشر يعتبر من وجباته المفضلة.. فما بالك بابن آدم.!
لن تنتهي الجريمة .. ولن ينعدم المجرمون . . ولكن نتمنى فقط .. حتى في إجرامهم .. ألا ينزلوا لمستوى أدني من الحيوان.!
0 التعليقات:
إرسال تعليق