والرأس كذلك يحتاج الي مصاريفه الخاصة، فهناك من يجتهد كثيراً ليجعل مزاجه معتدلاً بطرق كثيرة منها ( قهوة – شاي - سعوط – سجائر..) وهناك من يتناولهم أجمعين ويدخل في رأسه أشياء أكبر من حدود مزاجه، أما ذلك الشيء المركب على الرأس المسمى بـ(الشعر)، فهذا عند النساء يكلف الكثير (غسيل – مكوة – حمام زيت – فرد – برم- تلوين- تطويل ..) ، وإذا نزلنا إلى الأسفل حيث الأقدام، فهذه كذلك تستهلك جزءا من المصروفات، وذلك عبر الأحذية التي نجتهد في الحفاظ عليها لامعة ونظيفة لأطول فترة ممكنة.
إذا ولجنا بالداخل .. ستظهر لك الكثير من بنود الصرف، لنبدأ بالوقود أو الطعام، وبما أننا مُكَلّفون بإطعام أجسامنا، فنحن ندخل فيها مختلف الأنواع من الأطعمة، هنالك من يطعمها بـ الفول وما دونه، وهناك من يملأها بأطايب الطعام اللحوم البيضاء والحمراء وما فوقها، وكل هذا طبعاً حسب حركة ميزان المدفوعات للشخص المقصود.
لا يقف الأمر على هذا فقط، بل يفاجئك الجسم في أحيان كثيرة بأنه مريض، ويضطرّك للذهاب إلي الأطباء الذين يبدعون في حلب جيبك، وينظفوه من كل قرش أبيض ليوم أسود.
بعد أن تتزوج أنت مُكّلف بالعناية بأجساد أخرى ..أبنائك، زوجتك، أحياناً أهل بيتك وعشيرتك الأقربين، وغيرهم .. لذا فإن أفضل حل مستحيل هو التخلص من عناء الأبدان، أي أن نكون بلا أجساد، أو أن تكون أجسامنا صغيرة بحجم الذرة، أو أن تُستبدل بأي شيء غيرها يقلل الصرف عليها.. وحينها سنستريح من أشياء كثيرة، لن نحتاج لطعام أو شراب، ولن نشتكي من ارتفاع أسعار الرغيف والحليب، ولن نصاب بالأمراض، كذلك لن نحتاج إلى ملابس، إذا كان هناك شخص بدون جسم، حسب رأيي لا يوجد سبب يجعله يلبس، كذلك ستنعدم الحوادث، وسنخرج من قيود الجسد، الذي يتأثر بكل شيء، لا يحتمل البرودة العالية، ولا الحرارة المُلهبة، جرثومة صغيرة قد تفتك به وتعطل حركته، إذا صدمته سيارة تقطع منه يد أو رجل، رصاصة صغيرة قد تشله بالكامل، لو كنا بلا أجساد لن نحتاج إلى أطباء ، ولا زراعة ولا صناعة، لن يلسعنا البعوض ولن تضايقنا الجنادب، لن نثقب الأوزون، أو نلوث البحار، ستنعدم الجرائم والحروب وبمقاييس غير منطقية ستصبح حياتنا أفضل.. وكل هذا سيحدث .. فقط إذا كنا بلا أجساد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق