أيّها الشيطان، أنا أعرف تماماً أنك تُصفّد في رمضان، ومعك جميع مردة الشياطين، وأن من يرتكب معصية في هذا الشهر الكريم ويقول أن الشيطان هو سببها، فهذا نَصّابٌ محتالٌ ليس إلاّ، وهذا يعني أن كل ذنبٍ يرتكبُه العبد في هذا الشهر الكريم، إنما هو من نفسه الأمارة بالسوء، وليس منك، والذين يجعلونك سبباً في ارتكاب معاصيهم، يجهلون أن نفوسهم أمارة بالسوء أحياناً أكثر من الشياطين نفسها، أنت ليس السبب إذن، من السبب في أنه وفي عز نهار رمضان تجد بعض الشباب، صحّتهم تكفل لهم بأن يجرّ أحدهم تمساحاً من النيل، تجده ممسكاً بزجاجة مياه غازية يرتع منها غير مبالٍ بمشاعر الناس ولا حتى بحرمة الشهر الكريم، من السبب في أن صفحة الجرائم في الصحف تنشر في الشهر الكريم جرائم قتل وسرقة واغتصاب ومخدرات، من المفترض أن تنخفض الجرائم في شهر رمضان ولكن هذا لم يحدث للأسف، واكتشفتُ أن نفس الإنسان أحياناً أشدّ طراً من الشيطان نفسه، يقولون إذا أردت أن تعرف الفرق بين السيئات التي سببها الشيطان والسيئات التي سببها النفس، قُل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عندما تهم بارتكاب سيئة، فإذا انصرفت عنها فهي من الشيطان، وإذا لم يحدث هذا فهي من النفس الأمارة بالسوء، وما دامت نفوسنا تفعل كل هذه المنكران في نهار رمضان، يمكنني أن أقول لك أيها الشيطان أننا لسنا في حاجة إليك لتضلّنا، فنفوسنا وحدها من الممكن أن تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه، بل وأفضل من أي شيطان.
1 التعليقات:
صدقت والله فنفوسنا الأمارة بالسوء تغنينا عن الشيطان كثيراً فقد تشيطنت منه .
إرسال تعليق