أعترف تماماً أن ثقافتي العلمية –بالذات- تكوّنت بذرتها من خلال قراءتي المتواصلة لـ سلسلة (ملف المستقبل)، التي أثبت فيها د. نبيل فاروق أنه كاتب خيال علمي من طراز رفيع ويندر أن تجد له مثيلاً في الوطن العربي، بل وحتى وعالمياً، الدكتور نبيل يحمل اسمه أكثر من ستمائة عنوان، وهو ما لم يصل إليه كاتب روائي حتى الآن.
ملف المستقبل، مجموعة روايات من الخيال العلمي، تشحذ العقل وتبصّره بالمستقبل، أحداثها تدور في القرن الحادي والعشرين، يقوم فيها الفريق بإنقاذ كوكب الأرض من الغزاة الطامعين عشرات المرات، وأثّرت هذه السلسلة على جزء من حياتي، كان من المفترض أن أدخل المساق الأدبي، ولكن بفضل هذه السلسلة دخلت المساق العلمي، شدّني العلم بغموضه وإثارته، تعلّمتُ من (نور) ألاّ أيأس حتى وإن غرقتُ في محيط متلاطم من الفشل، وأنك مهما حلّت بك المصائب، وتكاثرت عليك المشاكل والمعضلات، ابحث عن الحل وستجده في ثناياه إن ثابرت واجتهدت، تعلّمتُ منه كيف أُنمّي ثقافتي العلمية، وأن أحترم آراء زملائي ورفقائي وأضع كلّ منهم في المكانة التي يستحقّها والتي تليق به، تعلّمتُ ألاّ أفرض رأيي على أفراد فريقي لمجرّد أنا قائدهم، أطرح لهم وجهة نظرك، إن كانت صائبة سيقبلون بها، تعلّمتُ من (نور) الكثير من المُثل والعلّو بالأخلاق والترفّع عن الصغائر، وتأكّدتُ تماماً على عكس رأي الكثيرين أن الروايات عموماً، وملف المستقبل خصوصاً ليست سلاسل وروايات للاستمتاع وتزجية الزمن فقط، بل هي رسالة نبيلة استطاع الدكتور نبيل فاروق أن يوصلها بكل نجاح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق