صحيح أنك كـ أم أو أب قد تكون من المثقفين، وممّن قرأ في بعض المجلات وكتب تربية الأطفال أن الصراحة مع الأطفال واجبة، وقد تكون سمعت آراء كثيرة بـ ألاّ تكذب على الطفل، وأن تُجيبَ على أسئلته بوضوح حتى لا يذهب ويستقي المعلومة من مصدر آخر يعطيها له ومعها بعض البهارات غير المطلوبة، ولكن صدّقني يا عزيزي هذا السؤال بالذات صعب الإجابة عليه بوضوح وصراحة، خاصة مع طفل أو طفلة دون الخامسة، وستضطّر حينها لاختلاق الأكاذيب والحكاوي الملفّقة مثل : أتت بك العصفورة! أو نحن اشتريناك من السوبر ماركت، وكل هذا لن يقنع الطفل، قد يهز رأسه بأنه فهم قولك، وفي باله لا زال السؤال عالقاً بلا إجابة.
أنا شخصياً لم أتورط في سؤال كهذا مع أحد أطفالي، لأنني ببساطة لم أتزوج بعد وحتى ذلك الحين لها ألف حل، ولكن وإذا تهور طفلٌ ما وسألني هذا السؤال وأنا بحالتي الراهنة هذه، سأجيبه بدبلوماسية بأن يذهب ليلعب مع إخوته الصغار وبعد أن يكبر قليلاً سيعرف الإجابة، فلا داعي للعجلة.
قد يبلغ الطفل الثانية أو الثالثة ويرى بطن أمه تكبر يوماً بعد يوم لتنذر بقدوم ضيف جديد .. وسيكون مُتحرّقاً وهو يرى هذه الظاهرة الغريبة، وقد يسأله أمه مشيراً الي بطنها: (ما هذا؟!) ستجيبه بأن هذه أخته، وقد يضع أذنه على بطنها ليسمع إن كان هناك حركة ليتأكد أكثر، وبعدها سينتقل إلى السؤال إياه: كيف دخلت هذه المخلوقة هنا وكيف ستخرج؟! وهنا الأم عادة لا تتعب نفسها كثيراً بالإجابة .. وتكتفي بأن تشخط في وجهه وتطرد ليلعب مع الصغار خارجاً وهي تتمتم في حيرة: عيال آخر زمن !!
يحكى في طرفة أن أحد الأطفال سأله أمه ببراءة : (كيف أتيت أنا إلى الدنيا؟).. صمتت الأم، وبعد جهد وتفكير نحتت له كذبة بأنها وضعت ملعقة سكر تحت مشمع أرضية المطبخ، وفي الصباح رفعت المشمع ووجدته!! صدق الطفل هذه القول ووضع في قرارة نفسه أن يخوض التجربة، ففعلها، غافل أمه ووضع سُكراً تحت المشمع، وفي الصباح رفعه متشوقاً ليرى مولوده الجديد، فإذا به يجد (جندب) كبير، فقبضه بكلتا يديه وخاطبه بصيغة العاقل البالغ المكلف: (والله لو لم تكن ولدي لقتلتك)!!
2 التعليقات:
اعجبتني الطرفة في الأخير:)
تحياتي مفكر .. وأشكرك على المرور
إرسال تعليق