إصنع لطفلك هواية

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

مُنذ أن كنّا صغاراً كانت لدينا هوايات مختلفة، كنّا نعشقها ونعتبرها أهمّ شيء في الوجود، كانت عبارة عن تفاصيل صغيرة في حياتنا، ولكنّها شكلّت خارطة اهتماماتنا حتى بعد أن كبرنا، عندما كُنّا صغاراً، أي قبل أقلّ من ربع قرن من الزمان، كانت هواياتنا تختلف كثيراً عن هوايات الأطفال هذه الأيام، لم يكن لدينا حواسيب، ولا ألعاب فيديو، ولا إنترنت، كانت هواياتنا تعتمد على اللعب مع بقيّة الصغار، وهي هوايات عضليّة وتعتمد على بذل الجهد والحركة والجري والقفز وحرق الطاقة، وقد كانت مفيدة على كلّ حال.

أطفال هذه الأيام

أما هوايات الأطفال هذه الأيام، صحيح أنها مُسليّة ولكنها مُضرّة بالطفل لو كانوا يعلمون، إلاّ أن الفكاك منها صعب للغاية، فـ أطفال اليوم صار أهمّ هواياتهم هي ألعاب الحاسوب، التي فيها مطاردة بالسيارات، وقتل بالمسدسات والمدافع، حيث يقتل الواحد منهم رجال الشرطة بدم بارد، ويسير بدبابة كبيرة يهدم بها المنازل، ويصدم بها المواطنين الأبرياء بدم أكثر بروداً، وهي هواية تضرّ بالنظر أولاّ، نسبة للتحديق المستمر في شاشة تبعث بالإشعاعات الضارة في العين، وتسبب آلام الظهر والعظام للطفل منذ الصغر، صحيح أنه يحسّ بها ولكن يصمت ولا يشتكي منها حتى لا يحرمه أبواه من اللعب، وقد يفوّت من أجلها وجبات الطعام، ولا يجد التركيز الكافي لمذاكرة دروسه.

من هوايات الصغار كذلك مشاهدة أفلام ومسلسلات الكرتون في الفضائيات التي في كثير من الأحيان تقدم قصصاً لا يستفيد منها الطفل في شيء، ولا تغرز فيه أيّ قيم ومُثل وأخلاق، بل وإنها تنّمي فيه غريزة العنف والتدمير، ماذا تتوقع من طفل يرى على مدار اليوم وحوشاً آلية تقتل وتُدمّر مدينة كاملة قبل أن تقوم من مقامك، ومن آثار مشاهدة أفلام الكرتون أن الأطفال أحياناً كثيرة يحاولون أن يقلّدوا أبطال هذه القصص، بالذات الذين يطيرون في الهواء، يلبس الطفل ملابس باتمان أو سوبرمان أو الرجل العنكبوت ويقف في الشرفة أو البلكونة ويحاول أن يطير، فيقع فتُدقّ عنقه والسبب أفلام الكرتون.

لا شك أن هنالك هوايات جميلة من الممكن أن يمارسها الطفل، مثل لعب الكرة بأنواعها، كرة قدم، كرة سلّة، تنس طاولة، الكرة الطائرة، الجمباز، السباحة، وهذه لها فوائد صحيّة كثيرة، فهي تنزع الخمول من جسم الطفل، وتخرجه إلى الهواء الطلق، بعيداً غرفة الحاسوب أو التلفزيون، وتنشّط دورته الدموية، وتجعله أكثر حيوية ونشاطاً.

حبّب لديه القراءة من الصِغر

كذلك من المفيد جدّاً للطفل أن تُنمىّ لديه هواية القراءة من الصغر، حتى ولو لم يكن يعرف القراءة، من الممكن أن يجلب له أبواه المجلات المصورة، وأن يفتحا له المواقع المخصصة للأطفال التي تُعلّم الطفل الحروف والقراءة والحساب بأسلوب سهل وجميل وبألوان محببة للطفل، وتُعلّمهم كلّ هذا عن طريق الألعاب التي يُحبّها الطفل، يستمتع الطفل باللعب، وفي ذات الوقت يكون قد تعلم شيئاً مفيداً.

توجد الكثير من الهوايات الأخرى التي من الممكن أن تكون مفيدة للصغار، الرسم والتلوين، تربية حيوان صغير مثل القطط والكلاب، مشاهدة برامج الحياة البرية وعالم الحيوان وعالم البحار، والاهتمام بالفلك، فقط حاول أن تتعرف على ميول طفلك وسيّره في طريق هوايته المفضلّة.


2 التعليقات:

السلام عليكم
كلامك جميل وأطفال هذه الايام كانت طفولتي للأسف :)

ان شاء الله تكون طفولة أخي الصغير افضل بكثير

جزاك الله خير

أسامة.. يقول...

بالفعل أخي عبد الرحمن .. طفولتنا كانت تعسية ولكنها لا تخلو من الإثارة .. نتمنى طفولة جميلة لإخوتنا الصغار.

إرسال تعليق